الخيول العربية الأصيلة عند البدو
تعتبر الخيول أفضل الحيوانات عند البدو فهم يعتنون بها باستمرار ويولونها الرعاية التامة كأنها فرد من أفراد الأسرة البدوية فمن أولى مظاهر المكانة الاجتماعية الرفيعة اقتناء الأجود من الخيول، ويصنف البدو خيولهم أصنافاً حسب سلالاتها ونسبها ويقسمونها حسب هذا التصنيف الى (أرسان) لكل رسن منه ميزاته،كما يوزع البدو الخيول بشكل أساسي الى نوعين:
أ.الخـيـــول الأصيـلــــة : وهي التي تستعمل للركوب فقط وهذا النوع هو موضع اهتمام البدو في الرعاية والتصنيف،والبدوي دائم التعلق بهذا النوع من الخيول،لأنه يرتبط بالقيمة الاجتماعية.
ب.الخيول غير الأصيلة: وقد يسمونها(الكدش) وهذا النوع يسخدم بشكل أساسي للنقل والتحميل وقد يستعمل للحراثة والجر والركوب الخ....
وهذا النوع لا يهتم البدو لتصنيفه الى أرسان ،لأن الهدف من اقتنائه هو اقتصادي قبل كل شيء،اذ يستعمل لتقديم الخدمات للعائلة البدوية.
فكما حددت الأعراف البدوية طريقة تعامل البدوي مع البدوي الآخر ،وكما حددت علاقات البدو مع بعضهم،فان هذه الأعراف وبنفس الدقة والوضوح قد حددت علاقة الانسان البدوي مع جواده ، نظراً لأهمية الجواد في حياة البدو وارتباطه ارتباطاً وثيقاً مع مستقبل الفرد والقبيلة على سواء.
ولهذا فاننا نرى في المجتمع البدو قواعد وأحكام صارمة تضبط العلاقات بين البدو حين يكون موضوع هذه العلاقات الخيول،وذلك في حالات السلم والحرب على سواء ،فكما أنه يوجد لها أحكام أيام السلم ،فانه يوجد لها أحكام أيام الحرب.
ويتبع البدو أساليب التدريب للخيول الأصيلة ، لجعلها تزيد من سرعة عدوها وطاعاتها للفارس الذي يمتطيها ، والهدف من ذلك هو انقاذ روح صاحبها الفارس يوم الغزو ،لأن سرعة العدو تمكنه من الا نتصار وفي حالة الهزيمة فانه يستطيع النجاة بواسطتها ،وبهذا المعنى يقول البدو عن هذه الخيول (معتقات الرقاب)، ولذا نجد البدوي يقول مفاخراً بفرسه:
يا بيك ما نعطيك بنت العبية ****** لو جردوا كل العساكــر علـيه
ان حياة البدوي ومستقبل عشيرته تعتمد الى حد كبير على حسن تربية الخيول وتحسين سلالاتها،ولهذا فان البدوي يزود فرسه بالطعام الجيد ،ليضمن لها صحة جيدة تمكنه من ركوبها في أي وقت ،لأنه لايستطيع التنبوء بالزمن الذي تدعوه الضرورة لاستعمالها ، وبهذا المعنى يقول البدو(ماينفع العليق يوم الغارة)،أي أن كثرة العلف يوم الغزو لاتفيد الفرس بل يمكن أن تضرها ،اذ أن فائدة العليق تكون بالاستمرار قبل يوم الغزو.
أصل الخيول العربية :
كما قيل على أثر طوفان نوح نجت خمس خيول توحشت في هضاب نجد واستطاع خمسة من فرسان البدو يمسكونها ويدجنونها (يستأنسونها) وهي:
1/الـكـحيـلـة : وقد سميت بهذا الاسم ، لأنها تبدو لناظرها وكأن عيونها مكحلة ،وقد استطاع الفارس (عجوز) أن يمسكها ،فنسبت الى هذا الفارس وسميت (كحيلة عجوز)،وسمي نسلها (كحيلات عجوز).
2/الصقلاوية: وسميت كذلك لأن شعرها يبدو مصقولاً سابلاً ويسمى نسلها (صقلاويات).
3/أم عرقوب: وسميت كذلك لأن عرقوبها ملتوي ويسمى نسلها ( أمـات عرقوب )
4/الـــشويـمة: وسميت كذلك لأن بها نقاط تشبه الشامات ، ويسمى نسلها (شويمات)
5/العــبـيــــة: وسميت كذلك لأن ها اذا رفعت العسيب فحالت دون سقوط عباءة خيالها ويسمى نسلها (عبيات).
صفات الخيول العربية
يقول البدو أن الفرس الأصيلة يجب أن يتوفر بها (ثلاث بثلاث) من الصفات ،وهي حسب الترتيب التالي:
أ.ثلاثة قصار :
1/ قصيرة القين (من مربط الشعر بالحافر الى البروز الناتيء فوقه وطوله حوالي 5 سم) ولايشمل الحافر.
2/ قصيرة الظهر
3/قصيرة العسيب (الذيل الأصلي بدون الشعر)
ب.ثلاثة طوال:
1/طويلة العمد (الرجلان واليدان).
2/طويلة الرقبة.
3/طويلة الأذنين.
ج.وثلاثة عراض (وسيعة) وهي:
1/ وسيعة الصدر والمنخرين.
2/ وسيعة مؤخرة الظهر(القطاة).
3/ وسيعة العينين.
ويلخص الشاعر البدوي الصفات المذكورة أعلاه بقوله:
الخيل مالها مناقيـد****** الا سوى ركصها بالأراضي
اما بطول سماحيق****** ولا بقـــصــار عــــــــراض
ويروي أحدهم فيقول بأن الفرس أخذت من كل حيوان أفضل صفاته، فقد أخذت (ستة أوصاف من ثلاثة أصناف):
1/ أخذت من صفات الغزال الفز والوز أي القفز وسرعة السير(الكر والفر).
2// أخذت من صفات الأرنب بطء النوم وسرعة القوم ،أي بطيئة النوم وسريعة النهوض.
3// أخذت من صفات البقر سعة العين والقين.
ويقول البدوي في وصف الفرس الحمراء (الكميت) وهي من أحب الخيول الى البدو:
شفي على حمرا وحمرا تباريه*******حمرا ولحم سيقانها بضهرهــــا
مطبعها بالقاع تروي الرسل بيه*******لاسمعت الصايح تزايد سكرهــا
تميل على جال وجال تراعــــيه*******يشداك فقعات الزببيدي حفرهـا
لاغارت على قوم نوخذ نواديــه*******ويلــوذ راعــي الدوبلى بنحـرهــا
الخيول من حيث الأعمار والألوان:
أ. من حيث الأعمار: وتقسم من حيث مراحل أعمارها الى الأقسام التالية:
1/الفلووينطبق على المهرة أو المهر منذ الولادة حتى بلوغ السنة.
2/الطريح أو الطريحة: من سنة الى سنتين.
3/الجــدع أو الجدعــة: من سنتين الى ثلاث.
4/ثنــي أو ثنيـــــــــــة: من ثلاث الى أربع سنوات.
5/رباع أو ربـاعيـــــة: من أربع سنوات الى خمس سنوات.
6/خــمــــاس : من خمس الى ست سنوات.
7/ســــــداس : من ست الى سبع سنوات.
ب. من حيث الألوان: ويمز البدو الخيل بألوانه التالية:
1/الصفرة وهذا الون من أحب الألوان الى البدو.
2/الحمرا وهي أحب الألوان اليهم.
3/الزرقاء.
4/الشقراء وهي لون مرغوب عند البدو.
5/السوداء.
يقول الشاعر في ألوان الخيل معدداً صفاتها من ألوانها:
أما الشقر اذا طارت فصدق********بنات الريح تسبق في المجال
ولاتحلو الصفر لكم مراكب********يجــي نسلـهـن شبـــه الـبغال
وأما السـود فزيدوا عشاهـن********وخلــوهن لعتمــات الليــالي
وأما الزرق مركوب الأماري******* تزيــد الراكب هيـبة وجـلال
وكـل الخيـل للحمرا خـوادم********كما هي السيد تخدمها الموالي
****الأرسان:
ويميز البدو الخيل بالنسبة الى أرسانها أي أصولها ويحتفظون بحجة تشهد بأصالة الفرس أو الحصان ومن أهم أرسان الخيول:
1/الصقلاويات 2/الكحيلات ومنها كحيلة عاصي وكحيلة العجوز 3/الهدباء
4/العبيات ويسميها البدو (معتقات الارقاب) ويسمونها (المطلعات) ،لأنها تنقذ خيالها بسرعتها 5/الكبيشات 6/المخلديات 7/الحمدانيات 8/الجلفات.
وجميعها محببة عند البدو وهي من الخيول المجربة في الغزو ويقولون بأن من أحب الخيل اليهم أسبقها ويخصون بالذكر الكحيلات.
ويعتقد البدو أن الصفات الجيدة ليست محصورة بواحد من تلك الأرسان لأن (الخيل فلاحها مفرق مثل الرجال)،كما يقولون ، فكما أن العشيرة الواحدة قد تنجب الفرسان والجبناء كذلك الرسن الواحد من الخيل قد تنجب الخيول الجيدة والرديئة. [ALIGN=LEFT]أخوكم المتوكل[/ALIGN]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
منقول بتصرف من كتاب د. محمد أبو حسان
المفضلات