[ALIGN=CENTER]
سحابة رقيقة حزينة تائه تسبح وحيدة هناك في الفضاء
يملاها حزن وغربة ووحشة تعبث بها رياح عاتية عابثة
ترمق ببراءة النظرة من عينيها تضاريس الأرض سهول غامضة ....
جبال شرسة قاسية .... أودية قذرة سحيقة غبار ثائر هنا وهناك ..
. سواحل غارقة بعنف الأمواج تسير ببطء تصاحب الأحزان
تظهر فجأة صحراء شاسعة قاحلة الجفاف يكاد يقتلها ...
ورمالها المتحركة لا تيأس من الرحيل
هناك في جنباتها آثار حياة مبعثرة شجيرات صغيرة ...
وأغصان شوكية ...وأشجار لم يبقى منها سوى الجذوع المحطمة
وفروع متناثرة مبعثرة ..
وقفت في فضائها تنظر إليها ...
تشفق عليها ..تحاول فهم التناقضات فيها أي بؤس يعلوها ...
أي رقة خفية فيها ...أي قسوة تظهر على سطحها
وجه يجمع متناقضات الفصول ...
هجير شمس محرقه ...في احمرار رمالها البائسة
وخريف عمر في ذبول شجيراتها
وجليد الشتاء في ربيعها
وأمل الربيع يسكن عمقها الحزين
كادت تفقد توازنها سحابة الفضاء الرقيقة
ذابت من هول الغموض مشاعرها
سكبت حبات الدموع على وجنتيها على بؤس شجيراتها
سكبت كل وحشتها وانهمرت دموعها ساخنة من تناقض المشاعر فيها
حاولت جاهدة أن تنزل من فضاءها
كانت تشتاق لضمها ..تحضنها .. تذيب رقتها في أعماقها
لكن الرياح العابثة لم تمهلها...
لعبت بها بقسوة الظنون والشكوك
قلبت كل الموازين فيها
رحلت رقيقة الفضاء مسرعة نحو شروق الشمس
تبحث عن دوامة جديدة لرياح التغيير
تحلم أنها قد تعود في فصل من فصول الصحراء الغامضة [/ALIGN]
المفضلات