كتب حكيم 2002 في الساحات العربية..
لست في صدد الحديث عن السيرة الذاتية لسعد الفقيه فالكثير لابد وأنه يعرفها ومطلع عليها .. ولست أقصد من هذا الموضوع الدفاع عن الحكومة السعودية .. فأنا ممن يأخذ عليها كثير من المآخذ ... لكن أنا هنا سأتحدث عن حقيقة الدكتور سعد ذلك الكيان الفارغ الذي مظهره لا يدل على مخبره .. ( البعض يعتبره الدرة والجوهرة اللامعة التي لا تشوبها الشوائب ) وأنا هنا لا ألومه كثيراً لأن تأثير كذب سعد الفقيه قد ينسحب بعض الأحيان على نفسه فيصدق ما يقول ... نحن نتشرف بالتيار الإسلامي الذي يزعم الفقيه أنه ينتمي إليه لكن دون الفقيه بطبيعة الحال ... لن أتجاوز حقيقة وضع الفقيه واتهمه بأنه عميل إلى غير ذلك من التهم لكن ما سأسرده لك قد يقودك إلى بعض من ذلك الوضع الذي عليه سعد الفقيه .... ومن تلك الحقائق :
1- أن الفقيه سافر إلى لندن قبل خروجه من السعودية ثلاث مرات ( ليس في مهام عمل أوكلت إليه) و التقى رجال من المخابرات البريطانية .. وسافر إلى البحرين والتقى موظف في السفارة البريطانية ( ومن المعروف أن الفقيه لم يكن ذا توجه إسلامي قبل خروجه) وعلى إثر تلك اللقاءات استدعاه جهاز المباحث السعودي ( جهاز قمعي) وأثار معه العديد من المواضيع وبرر الفقيه لقاءاه بالبريطانيين بأنهم عرضوا عليه العمل في بريطانيا وقام الفقيه باختلاق أزمة مع وزارة الصحة تتعلق( بمرتباته ) سافر بعدها بشهر واحد إلى جنيف ثم إلى لندن .. ( ومما يثار حول هذا الموضوع أن المباحث قد أقتحم على الفقيه بيته هو وزوجته .. وهذا غير صحيح .. .. إذ لو كان الفقيه مطلوب في قضية محددة لما سمح له بالسفر حيث أنه سافر بأوراق رسمية وجواز سفر معتمد ) ويمكن أن نعلق على ما سبق بما يلي :
أ- أن سفر الفقيه كان إلى بريطانيا كان مخطط له مسبقاً بدليل القاءات التي تم ذكرها .
ب- سفر الفقيه بأوراق رسمية يدل على أن الفقيه لم يكن ملاحق من قبل الأمن السعودي و إلا لما سمح له بالسفر .
ج- سفر الفقيه إلى جنيف كان أولاً لتمويه ثم للانتظار ريثما يُجهز مقر إقامته في بريطانيا .
2- تلقى الفقيه أموال كبيرة ( أستدرج بها بعض المعارضين العرب لحكوماتهم ومن ضمنهم معارضين سعوديين ) ومصدر الأموال هو (لجنة الرقابة السياسية ) الملحقة بوزارة الخارجية البريطانية وكان يرأسها جولن دايبر ( والذي عين فيما بعد مساعداً لوزير الخارجية في عهد حكومة تاتشر) .. والتي كانت تساعد اللاجئين السياسيين .. والمعارضين للحكومات القمعية . ويمكن أن نعلق على ما سبق بما يلي :
أ- الفقيه تلقى مبلغ ( 500) ألف جنيه أستر ليني في حين كانت المساعدات التي تمنحها الحكومة البريطانية للاجئين لا تتجاوز (50) ألف جنيه .. فلماذا الفقيه يعامل بهذا السخاء ؟
ب- الفقيه لا تنطبق عليه شروط المساعدة لهذه اللجنة حيث أنه ليس بلاجىء والحكومة السعودية لا تصنفها الحكومة البريطانية بأنها حكومة قمعية فعلى أي أساس عومل الفقيه ؟
ج - لا يزال الفقيه يعامل رسمياً بأنه مواطن سعودي.. مع أن تأشيرته انتهت منذ سنوات فلماذا يستثنى الفقيه من القانون البريطاني .
د- لا يحق لسعودية المطالبة به حيث أنه ليس مطلوب جنائياً في السعودية .. كذلك خرج رسمياً بجواز سفر سعودي وتأشيرة من السفارة البريطانية في الرياض ووضعه القانوني في بريطانيا ( مواطن سعودي زائر) فلماذا الحماية البريطانية لسعد الفقيه قانونياً وأمنياً ؟
3- بعد خروج الفقيه من السعودية ومكوثه أقل من شهرين أعلن الفقيه بأنه معارض للحكومة السعودية وصدر في الصحافة البريطانية وأعتلى منبر هيئة الإذاعة البريطانية ( من أشهر الإذاعات في العالم ) في فترة وجيزة جداً . لا تتجاوز الشهرين ويمكن أن نعلق على ما سبق بما يلي :
أ- أن الفقيه يتمتع بقوة دعم كبيرة مكنته من البروز والخروج في فترة وجيزة جداً .. فمن يقف ورائه ..؟
ب- لا يمكن لتلك القوة إلا أن تكون ذات نفوذ سياسي وقانوني وأمني وإعلامي كبير في بريطانيا ( حيث وفرت له الجو السياسي الملائم كمعارض .. ووفرت له حماية قانونية .. وأمنية ... ووفرت له مساحة على هامش الإعلام البريطاني ) .. ولا يمكن أن تتوفر تلك المعطيات إلا ( لجهاز المخابرات البريطاني ) فهل هذا الجهاز يقف وراء الفقيه ؟
4- الحكومة البريطانية تبنت الفقيه مع أنه يعلن أن توجهه إسلامي وأن سبب معارضته في المقام الأول يتعلق بالدين الإسلامي الغائب في القرار السياسي السعودي والمضطهد من جهاز الأمن السعودي . ويمكن أن نعلق على ما سبق بما يلي :
أ- من المعروف أن بريطانيا هي أكبر عدوا للإسلام والمسلمين( ومعروفه عند الشعوب الإسلامية - بتاريخها الاستعماري للبلاد الإسلامية - معاهدة سايسبيكوا - ومعاهدة فرساي - ووعد بلفور - ) فكيف تتبنى المناضلين عن الإسلام والمسلمين وهي من حاربه ؟
ب- الفقيه يدعي الإسلام ويحتكم إلى بريطانيا النصرانية في محاكمة السعودية وعقابها .. فأي إسلام يدعيه ؟
ج- أن المدافعين عن الإسلام بصدق عند اختلافهم مع حكوماتهم لم يلجئوا إلى الحكومات الكافرة أمثال ( بن لادن .. والظواهري .. وسيد قطب .. كذلك الشيخين الجليلين سلمان العودة وسفر الحوالي .. مع أنهم سجنوا وعذبوا) فكيف يدعي الفقيه انتمائه إليهم ثم يخالف منهجهم ؟
د- الفقيه يخالف الإسلام في كثير من الأمور منها :
*- الاستعانة بالكافر ضد المسلمين
* موالاة الكافرين النصارى والتحالف معهم
*- كثرة الكذب حيث أنه يتحدث في أمور يستحيل عليه أن يعرفها إلا إذا كان حاضرها مثل ( حديثه عن خلاف نايف بن عبد العزيز مع زوجته في غرفة النوم - الحديث بين عبد الله وفهد في بعض القضايا - أمور كثيرة يتحدث عنها مع أن المعايش لها يعلم كذبه فيها وقد لمست ذلك في بعض الأمور التي أعرفها تمام المعرفة )
*- إشاعة الفتن والإشاعات والأخبار الكاذبة في صفوف المسلمين وهذا مخالف لشرع ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به )
* نشر الفساد من خلال موقعه الإصلاح وذلك من خلال نادي البركسي ( الذي يخدم كثير من الشباب في الوصول إلى المواقع الفاسدة )
- ويمكن أن نعلق على ما سبق بما يلي :
ما يدعيه الفقيه من مناصرة للإسلام والمسلمين ليس في الحقيقة إلا ستار وغطاء لبعض أهدافه .. أو أهداف من يعمل لحسابه .. ( والذي يظهر لنا أن الفقيه يريد من خلال ما ينشر أن يوقع فتنة بين العلماء والحكومة والشعب السعودي ومن المعروف أن تأثير العلماء قبل سنوات أكثر من تأثير الحكومة على الشعب .. وقد أنعكس الوضع الآن فلم يعد العلماء لهم ذلك النفوذ الذي كان في الزمن الماضي ولم يعد لهم قبول وذلك بسبب تحجيم الحكومة السعودية لبعض الأصوات النافذة والصادقة مثل ( عائض القرني . الحوالي - العودة ) وقد تحول خطاب الفقيه الديني تبعاً لذلك التحول حيث أنه لم يعد يركز على القضايا الدينية وأصبح يتناول قضايا خاصة بالأسرة الحاكمة أو قضايا سياسية أو أمنية بحته .. والمتتبع لخطاب الفقيه يمكن أن يدرك ذلك التحول بكل بساطة ووضوح .. وهذا يدل على أن الفقيه أو من يقف ورائه يتمتع بمعرفة عميقة بالمجتمع السعودي وتحولاته وهو بعيداً عنه منذ سنوات .. وأدوات تلك المعرفة لا يمكن أن تتوفر إلا لمراكز أبحاث كبيرة أو جهاز استخباراتي نافذ .. .. ..
الخلاصة:
يمكن أن نصل إلى النتائج من خلال الإجابة على التساؤلات السابقة والتي تتلخص في :
1- من يقف وراء الفقيه ؟
2- من يمول الفقيه ويمده بالأموال التي تمكنه من العيش الرغيد في شقة فاخرة وتمكنه من فتح إذاعة ومحطة فضائية وموقع على الانترنت ؟
3- إذا كان الفقيه لا يعمل من أجل إلا سلام والدفاع عنه كما يدعي ( بدليل مخالفته له ) فلمصلحة من يعمل ؟
ملاحظات :
1- الشيخ عبد العزيز بن باز أفتى بأنه رجل ضال وصاحب فتنه وحذر منه وكذلك الشيخ بن عثيمين .. وقال الشيخ بكر أبو زيد كلاماً مماثلاً فيه
2- محاولة الاغتيال المزعومة ( لا تبتعد كثيراً عن منطق الفقيه وتفكيرا ته .. فربما قام هو نفسه بالتخطيط لها وتنفيذ بعض أجزاء المسرحية لأهداف سياسية وإعلامية وكسب التعاطف الشعبي معه وكسب الرأي العام البريطاني والعالمي الذي يصب في مصلحة قضيته ).
4- وصفه بن لادن بأنه لا يمثل إلا نفسه وتبرى منه ( عندما سأله مراسل صحيفة الأهرام في عام 1990هـ)
3- المصادر .. صحيفة الواشنطن بوست ... قناة الجزيرة ... موقع الشيخ بن باز .. مجلة الوعي الإسلامي .. نشرات ومواقع متفرقة .
منقول من الساحة الماسية
القلم الهارب
رد مع اقتباس
؟مانترك هذا الاسم كالعلم فى الصغر؟-
المفضلات