الحلم , صفة مرغوبه ومحبوبة , حث عليها ديننا الحنيف . فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت قصوراً مشرفة على الجنه فقلت : يا جبريل لمن هذه ؟ فقال للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس "
أخ تركي ...
لم يعرف العرب مثل معن بن زائده الشيباني , أكثر حلماً وعفواً وتصبراً وبعداً عن الغضب , ومع ذلك فهناك أمورٌ أغضبته , وما كان تأخري عن الولوج في موضوعك سوى البحث في تلك المواقف وهذه الأمور , وعذراً فلم أصل اليها مع تأكدي من وجودها , وعلني أجدها يوماً , لكي أقول لك ...
من النادر , بل من المستحيل أن تجد شخصاً , متسامحاً , و حليماً , واسع الصدر .. في أي ظرف يكون وفي أي واقعه تحدث .
لكل جنسٍ من بني آدم , حداً , فاصلاً بين الحلم والغضب , متى ما وصل الخلاف اليها , بدت على وجنتيه معالم الحنق وفقدان الصبر , وتلك طبائع الإنسان , وإن حاول أن يتمثل بغيرها .
ومن غرائب ومبالغات الشعراء أن أحدهم قد قال :
[poet font="Simplified Arabic,5,white,normal,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
إذا مرضتم أتيناكم نعودكم = وتذنبون فنأتيكم .. ونعتذر !!
[/poet]
ومنها الشيء الكثير , وقد كُنت أرى أنها ليست سوى تصورات وتمنيات شعراء وحكماء حلموا بأنهم قد وسعوا " الحلم " , لكن هناك من نبهني الى أن واقعنا الذي نحن فيه قد جعلنا ننكر هذا الشيء وأن نعجب منه !!
بعد هذا التنبيه أقول .. لا أنكر إنعدام سعة الحلم بالكليه , وقوة الصبر في واقعنا الذي نعتاشه , ولكنني أذكر هنا ( ومن وجهة نظري ) أن الحدود التي كانت تفضي الى الغضب في أوقات وأزمنه قد مضت , نراها في حياتنا وقد قربت وقصر مجالها , فأصبح حلمنا وتجاوزنا لا يكاد يطول , لكي يُمَكن العقل من أن يأخذ موقعه في التصرف !
لكن , وبما أن هذا المدى هو ما بقي لنا من الحلم , فلنا أن نلتفت الى من هم دون ذلك , حيث بلغ منهم الحلم , مبلغاً رقيقاً وهيناً كبيت العنكبوت , فأصبح يثور لأدنى سبب , ويغضب لأقل خلاف , فكانت هذه الصفه البغيضه , هي ما تكره الناس به , وهي التي تجعله وحيد نفسه , حيث يصب عليها جام غضبه .
المفضلات