أعتقد أننا جميعا نتفق أن طالب اليوم ليس كطالب الأمس.. لأن تفكيره ببساطة يختلف تماما عن سابقه وبالتالي فإن اهدافه ورؤيته للمستقبل ايضا قد تغيرت.. فهو يرى الظلام الدامس الذي ينتظره ويرى ايضا ان الشهادة التي سيحصل عليها قد لا تفيده كثيراً لأن من امامه ممن يحملون نفس الشهادة لم تنفعهم ولم تضف لهم شيئاً خصوصا في البحث عن العمل والحصول على وظيفة وحتى لو وجد فلن تكون هي التي تواكب تطلعات وطموحاته وأهدافه.. ولهذا فإن الطالب يدرس وينتظم في دراسته بلا هدف حقيقي ينشده ويأتي الى المدرسة كل يوم لأنه لا يريد أن يكون هو الوحيد الذي لا يذهب الى المدرسة أو لأن والديه يدفعانه لها بشكل أو بآخر.
إذن فهو لا يريد ان ينتظم في دراسته او أن يحاول الاجتهاد والفهم والحفظ والقيام بواجباته ولو لمجرد المحاولة.. وينعكس ذلك كله على معدلاته ومستواه وبالرغم من هذا وذاك فهو يعلم انه سينجح وسيحصل على معدل مقبول او جيد بمجرد بذل جهد بسيط أيام الاختبارات وينتهي الأمر بكل بساطة..؟ إذن لماذا الجد والاجتهاد بما لا فائدة منه.. وبالمقابل فإنه يرى زملاءه الحاصلين على الممتاز بلا فرق يذكر بينه وبينهم لانه لن يجد وظيفة أو أنه لن يلتحق بالكلية التي ينشدها والمحصلة النهائية انهما متساويان.. وحتى في المدرسة او خارجها لا شيء يميزه عنهم.. إذن فإن من المنطق في مكان وبنظرة واقعية ان الاجتهاد لا محل ولا مبرر له..
السؤال الآن الذي نضع امامه علامة استفهام كبيرة: ماذا يمكن أن نفعل تجاه هذه المشكلة؟.. اقول ان اضافة مميزات للمتفوقين قد تبعث روح المنافسة من جديد وتجعل الطالب يسعى للحصول على الممتاز للظفر بتلك المميزات ولو كانت بسيطة.. وعلى سبيل المثال لماذا لا يمنح المتفوق بطاقة تعريفية تمكنه من بعض الخدمات بطريقة أسهل من غيره بمجرد إبرازها في أي وقت.. تقديمه على غيره في أي طابور في الدوائر الحكومية والبنوك والاتصالات والمستشفيات ومراكز البيع وفي اي مكان.. وتمكنه من استخراج تذاكر مخفضة من الخطوط السعودية دون الرجوع الى المدرسة لإصدار ورقة تخفيض.. وتمنحه تخفيضا مستمراً عند بعض المكتبات ومحلات الكمبيوتر والملابس وكل ما له علاقة مباشرة بالطالب واحتياجاته.. ويعلق الطالب البطاقة داخل المدرسة بشكل مستمر ليتسنى له خدماتها في شتى انحائها في الإدارة والمكتبة والمقصف والطابور الصباحي وحتى داخل الفصل.. ويكون له معاملة خاصة من قبل الإدارة والمدرسين.ويتم تجديد البطاقة بشكل دوري ومستمر اي في كل فصل دراسي لكي تلغى صلاحيتها لمن لم يتفوق مرة اخرى وتسترجع منه.. بل وإن منح مكافأة شهرية ولو رمزية كمئة ريال شهرياً على غرار مكافآت المغتربين تصرف للطالب صاحب البطاقة خلال سريان مفعولها وإيقافها عند انتهاء البطاقة أقول ان لذلك لكبير الأثر من التشجيع والحث على طلب العلم والاجتهاد لهدف بسيط وهو الحصول على البطاقة وما تلحق بها من خدمات ومكافآت بغض النظر عن المستقبل الذي أرّق الكثير منهم.دعونا نفكر بشيء من الواقعية وننزل بعقولنا الى مستوى تفكير أبنائنا ونعالج مشاكلهم على ضوئها لعلنا نعيد فيهم روح المنافسة ونبني أجيالاً تستطيع ان تحمل رأية المستقبل بكل جدارة وتتحمل مصاعبه بكل اقتدار وشجاعة.
د. عبدالعزيز النخيلان الشمري
10 يوليو 2003
المفضلات