إليكم أدناه اختصارا لقصة واقعية مع أبيات تحمل العديد من المضامين والدلالات التي ربما تسوغ إفساح المجال لنشرها والإطلاع عليها ,, هذا بحسب تقديري راجيا أن تجد لديكم شيئا مما ذكرت وبالله التوفيق ..
***
من واقعنا الحديث أو المعاصر ..أبان حكم ( آل رشيد في نجد ) ، مات رجل فارس في قيل في معركة وقيل من الضما وقيل بلدغ حية .. وكانت أخته شاعرة معروفة تسكن (سلمى ) وربما هي من الأسلم من شمر (لا أعرف اسمها) .. وقيل أن هذه الشاعرة هي ( سلمى الرشيدية ) وحينما قتل أخيها وفي يوم بكت أمام الفارس (فتال الأسلمي الشمري )
قال ماذا تريدين ؟ قالت مشكلتي من ينتخي بإسمي بعد موت أخي ( فهد ) فقال لها فتال الأسلمي أنا وأنا ( أخو سلمى) نصرتا لها كونها جارته وليس لها أحد بعد الله سواه
وما زالت سلمى منخاة لأبنائه من بعده إلى هذا اليوم .
والمهم أنهاكانت تتوجد على أخيها وقد رثته في قصائد كثيرة ومشهورة فكانت مثل (الخنساء) في رثاء أخيها (صخر) .
تقول في إحدى القصائد :
أمس الضحى عديت روس النوازي
يومي بي الذاري بروس المياهيف
عزاك يا برقٍ سرى باعتـزازي
عزك على خيان (مدهج) مطر صيف
يا خوي يا عايق عنود الجوازي
يا مدله الجيران ريف المناكيـــف
يفز ؛ قلبي قل ما قلت عــازي
لا شفت عقبه واحدٍ ينقل السيف
واهمي اللي بين الأضلاع لازي
يا قيل ؛ هذا مذخـره والتطاريف
ما أنساه ؛ لين (الهجن) تنسى (المغازي)
و(ابن رشيدٍ) بالعصا يطْرد الضيف
وإلا (الرعيلـة) يصْنعونه (غوازي)
وصوتٍ (بسلمى) يسمعونه هل (السيف)
وصوتٍ (بسلمى) يسمعونه هل (السيف) وإلا (الرعيلـة) يصْنعونه (غوازي)
(مدهج) ريع في جبل (سلمى) (الهجن) الإبل السريعة المعدة للركوب (المغازي) الحروب القبلية التي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية ، وقد كانت الإبل تمثل عمودها الفقري سببا ونتجة .. حتى اعتادت عليها إلى درجة لا أحد كان يتصور أنها ستنساها يوما ما ..
(ابن رشيد) الحاكم في (نجد ـ حائل )من أسرة ( آل رشيد ) المشهورة بإكرامها للضيوف .. ليصبح ضرباً من المستحيل أن يطرد ضيفه يوما ما .. (الرعيلـة) قمة جبل صلبة وعالية جدا في شمال جبل (أجا) بحائل . (غـــــوازي) صناع محترفين مهرة من الفرنجة أو الغرب .. وهل كان هناك من يتوقع أيامها أن يرى هؤلاء وهم يصنعون في هذا المكان من الجبل (الرعيلة ) يوما من الأيام ؟ أبداً و لا بالأحلام ..
ومثل ذلك أن أهل (السيف) أي الشواطئ ، يمكنهم سماع صوت شخص في جبل (سلمى) الجبل المعروف في شمال نجد ..
هكذا ربما نجد الشعر وشيطان الشعراء الذين غالبا ما يستلهمون ملامح وأبعاد الواقع الكائن مشرئبون بخيالهم الجامح نحو احتمالات المستقبل .. كما يمكن أو يجب أن يكون ..
فمما ذكرته الشاعرة في البيتين الأخيرين نجد ست أشياء مما ذكرته الشاعرة قد وقعت فعلا ونصياً : فلقد انتهى عصر الغزو والمغازي ، ونسيتها الهجن ، بل ونُسيت الهجن ذاتها من أصحابها ، كما قدموا إلينا العديد من صناع الأفرنجة على أنهم أصحاب وليسوا غوازي ، والغريب في الأمر أن أول مشروع من هذا كان في جبل الرعيلة ، أما الصوت في سلمى فإنه يسمع ليس في ( الليث ) فقط بل وفي كل الدنيا ..
والفشل الوحيد في تحقق هذه الرؤية الشاعرية إنما يتمثل في أن ( ابن الرشيد ) لم ولن يطرد ضيفه
والشيء الذي لم تذكره هو زوال حكم (آل رشيد) من نجد ..
والخلاصة إذا أنها لن تنساه بالرغم من كل ما تحقق لعدم تحقق واحد فقط من شروطها السبعة..
الراوي : / د. شائم الهمزاني
المفضلات