هذي القصيدة كنت قد نشرتها في هذا المضيف لكن للأسف حذفت منه بعد الذي حصل للمضايف.... أحببت إعادة نشرها ليس لأنها أعجبتني ....لكن لأنني أنوي أن أعيد كتابة ردود الأخ متعجب الشعرية والتي فعلا تستحق النشر... وللعلم فالأخ متعجب لم يحتفظ بردوده لكنها محفوظة عندي وسأقوم بإرسالها له لينشرها مشكورا حتى تظهر في المضيف تحت اسمه ...
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/17.gif" border="inset,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يانفس إني قد نهيتك فانتهي = إني أرى الذنبَ الصغيرَ سيكبرُ
هلاَّ كففتِ عن المعاصي إنها = إن أسعدَتْ حيناً فسوف تكدِّرُ
لن تنفعَ الإنسانَ لذَّةُ ساعةٍ = تبدو له في وهلةٍ لايشعرُ
لا يبقى منها غيرَ شؤمٍ دائمٍ = لاينمحي مالم يكن يستغفرُ
يانفس ماذا قد دهاكِ أما لكِ = أن ترجعي فالله دوماً يغفرُ
إني أرى فيكِ انكساراً بادياً = يعلو على ذاك الذي يتكبرُ
إني أراكِ قد عزمتِ توبةً = فاستعجلي إن الإله سيجبرُ
مالي أراكِ تباطَأَتْ منكِ الخُطى = مابال عزمكِ قد بدا يتقاصرُ
من ذا يُكبِّلكِ ويكبحُ سيركِ = وكأنكِ الأعمى الذي لايُبصرُ
فأجابني صوتٌ نشازٌ موحشٌ = مثلَ الغرابِ نعيقُه بل أحقرُ
صوتٌ قبيحٌ لايجاري قبحَهُ = إلا دمامةُ وجههِ المتغبرُ
فسألته من أنت قل لي إنني = قد راعني ياهذا منك المنظرُ
فأجابني : أوَ ما سمعتَ بفاتنٍ = يُغوي الأنامَ لعلهم أن يكفروا
إبليسُ أولُ من عصى بغرورهِ = وبكبرهِ .. هذا أنا أتجبرُ
أنا من سَبَيْتُ نفوسَكُم وجعلتُها = تغشى الخطايا ليس عنها تُدبرُ
أنا من يقود زمامَكُم في ذلةٍ = يوم القيامةِ نحو نارٍ تزأرُ
أنا من تبعتُم طائعين وساوسي = فأنا هنا لنفوسِكُم من يأسِرُ
إبليسُ يمضي في غرورهِ قائلاً = أني سأفعلُ مايشاءُ ويأمرُ
كلا فإني لن أعودَ لما مضى = لا لن أصدِّقَ ماتَحيكُ وتمكُرُ
أنت الذي أخرجتنا من جنةٍ = لولاك كنا الآن فيها نسمرُ
كلُّ الملائكةِ استجابوا لربهم = خرُّوا لآدمَ سُجَّداً مااستكبروا
أنت الذي يأبى السجودَ لوحدهِ = أنت الذي تعصي الإله وتكفرُ
ماذا دهاني قد أطعتُكَ صاغراً = ما كان لي هذا ولا بي يجدرُ
ولَّّّى زمانٌ كنتُ عبداً للهوى = أعتقتُ نفسي من لظىً تتسعَّرُ
لاتنسَ يا إبليسُ أني ابن الذي = في سجدةٍ له كنتَ يوماً تؤمرُ
فحسدتني وعصيتَ ربَّكَ قائلاً = هل يسجدُ الأعلى لمن هو أحقرُ
فهوى بكَ الكِبْرُ الذميمُ لنارهِ = وحلفتَ أن تَهوي بنا لا تذخرُ
فطفقتَ تُغوينا بكلِّ ملذةٍ = وتُهَوِّنُ الذنبَ العظيمَ فيصغرُ
فإذا خشينا من كبائرِ وزرِنا = قلتَ : الأمانُ فإنَّ عفوَهُ أكبرُ
ألا ياكذوبُ نطقتَ حقاً إنما = لاتنسَ أن عقابَهُ لايُنكَرُ
قد كنتَ تغريني بكلِّ دنيئةٍ = قد كنتَ دوماً سيداً لا تُقهَرُ
يانفسُ قد آن الآوانُ لعتقِكِ = اليومَ من قيدِ اللعينِ أُحَرَّرُ
اليومَ ياربي سأُقبلُ طائعاً = ومن الذنوبِ جميعها أستغفرُ
ومن المكائدِ من عدوكَ نجِّني = أنت المُعينُ وأنت لي من ينصرُ
إني رجوتكَ ياإلهي فلا تكن = بالعدلِ تجزيني فعفوكَ أجدرُ
هذا دعائي ختامهُ صلُّوا على = من جاءَ بالحقِّ المبينِ يُذكِّرُ
[/poet]
وسلامتكم
المفضلات