- المكان: استاد مدينة زايد الرياضية في مدينة أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة.
- الزمان: الساعة السابعة مساء يوم الجمعة الثالث من يناير 2003 م.
- الحدث: حفل اعتزال اللاعب الإماراتي عدنان الطلياني، والمباراة بين فريق نجوم العالم امام فريق اليوفنتوس الإيطالي.
- في البداية.. كان يمكن للاعب مثل عدنان الطلياني ان يقام له حفل اعتزال تقليدي يجمع فريقاً من النجوم العرب والمحليين ليقابل فريقا مصرياً أو سودانياً.. وهو نموذج لمباريات تكريم عدد من اللاعبين في منطقة الخليج.
- وحتى رفيق دربه اللاعب زهير بخيت الذي اعتزل الملاعب قبل اسابيع قليلة في مدينة دبي.. أقيم له حفل اعتزال من الطراز التقليدي "المطور" عندما التقي منتخب الامارات مع منتخب مصر .. ومن هنا لم يكن لدينا اي حافز ذهني لتصور حفل اعتزال مختلف للاعب عدنان الطلياني.. الا عندما علمت ان المشرف العام على حفل الاعتزال هو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام الإماراتي وبمبادرة شخصية منه.. هنا علمت وتصورت ان الامر سيكون مختلفاً.
- أراد وزير الاعلام الشاب. ورئيس اتحاد كرة القدم السابق في بلاده ان يرسل رسالة مهمة الى كل نجم خلوق في دولة الامارات.. بأن الوطن يكرم ابناءه المخلصين.. ولهذا فإن امام كل موهبة مستقبلية ستظهر في ملاعب الامارات ان تحصل على حفل اعتزال اسطوري مثل هذا لو اخلصت للفانيلة الوطنية واجتهدت مثلما فعل عدنان الطلياني.
- إنها صورة رائعة.. ونموذج مثير للاهتمام .. ان يحصل نجم القرن في الامارات على هذا التكريم العالمي ويستخدم كرسالة الى كل الاجيال الكروية المقبلة في بلاده.. لحث الجميع على الاجتهاد والعمل والبذل والعطاء... وانه لا مكان لتساوي الموهبة مع الامكانات الفنية المتواضعة.
- وقد سعدت شخصياً بالدعوة الكريمة التي تلقيتها وتلقاها الاعلام الرياضي السعودي من طرف قناة أبو ظبي الرياضية ممثلة في ادارتها وبإشراف مباشر من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والموجهة لخمسة من الاعلاميين السعوديين وهم: الزملاء صالح الحمادي رئيس تحرير الزميلة "الرياضية" ومساعد العصيمي مسئول تحرير "الشرق الأوسط" في الرياض، وعايض الحربي من القسم الرياضي في "الحياة" وسعيد الهلال الصحافي المثير في "الرياضية" وصاحب هذه الاسطر.
- اضافة الى النجم السعودي الكبير ماجد عبدالله كضيف على المهرجان، واللاعب الموهوب نواف التمياط كمشارك فيه.
- وكانت فرحة عظيمة لنا جميعاً لنشاهد نوعاً من العمل الاحترافي لإقامة مباريات الاعتزال لم يسبق ان شهدته منطقة الخليج .. من حيث صناعة الحدث.. وحجم التمويل .
- ولكن وسط هذه الاحتفالية.. وسط أكثر من "60" ألف متفرج في استاد مدينة زايد الرياضية.. كانت الأعين تلاحق لاعبي وسط هذا الحشد.. عين على عدنان الطلياني عريس الحفل.. وعين نحو ماجد عبدالله!!
- حاول ماجد عبدالله بشكل واضح تحاشي الظهور بشكل مباشر في الحفل.. ففي حفل توزيع الدروع الذي اقيم في نادي الضباط قبل "24" ساعة من مباراة الاعتزال .. حرص المنظمون على ان يكون دخول عدنان الطلياني الى الحفل مع ماجد عبدالله ومحمود الخطيب..الا ان ماجد رفض بأدب كبير هذا الامر... وقال: إنه حفل عدنان الطلياني فقط.. ولا احد غيره!!.
- اللجنة المنظمة لم تقتنع بهذا التبرير.. واحضرت نواف التمياط للدخول الى الحفل مع الطلياني والخطيب كحل لهذه المشكلة البروتوكولية المفاجئة.
- بصراحة.. لم ألم ماجد عبدالله في تصرفه هذا.. ففي ركن بعيد عن الحفل.. ونحن في طريقنا الى حفل العشاء تحدثنا انا وهو لمدة نصف ساعة حول ما يحدث. ولست مخولاً لأعلن أو أكشف ما دار بيني وبين نجم كرة القدم السعودية التاريخي.. لكنني احسست بحرقة حاول اخفاءها من حدة نظرات الجميع اليه في الحفل.
- كانت عيون الجميع تسأل بصمت: لماذا لم يكرموك يا ماجد؟! ... وسرت شائعة في اوساط المهرجان ان هناك بياناً صحافياً سيوزع في نهاية حفل الاعتزال يعلن عن اقامة حفل اعتزال خاص خليجي لماجد عبدالله بتمويل من شخصية رياضية خليجية .. لكن تم نفي هذه الشائعة على الفور وفي مقدمتهم الاخوة في الامارات... اضافة الى ماجد عبدالله الذي قال لي شخصياً: الرجال في وطني كانوا دوماً عنوان الوفاء للقاصي والداني في جميع المجالات..وانني اثق ان مهرجان اعتزالي سيكون عند حجم وطني الكبير.
- كان موقفاً مؤلماً لماجد عبدالله وهو النجم الذي تفتخر به كل دول الخليج.. ان يدخل الى استاد مدينة زايد الرياضية في ابوظبي والعيون تلاحقه وتترقب ملامح وجهه وهو يشاهد حفل الاحلام لزميله عدنان الطلياني .. والكل يقول في نفسه: مسكين ..لم يكرموه..بلاشك انه يحس بالضيق!! .
- بلا شك . اننا كلنا كسعوديين كنا ننظر الى ماجد عبدالله في ذلك الحفل ونعلم انه في موقف محرج للغاية.. وسط كل هذا السيل من علامات الاستفهام.
- انني كشخص وجدت في ذلك الحدث.. ولمست الموقف الذي كان فيه نجم كرة القدم السعودية الكبير.. أناشد كل من يهمه الامر في بلادنا الغالية.. الى المبادرة بالتدخل وتسريع عجلة اقامة حفل اعتزال هذا اللاعب الذي لم تقدم ملاعب كرة القدم السعودية مثله.
- إن ماجد عبدالله كان ولا يزال عنواناً للعبة كرة القدم السعودية .. على الاقل في نظر كل من يعشق هذه اللعبة إقليماً وقارياً.. ويستحق ان يقال له حفل اعتزالي بوزن وطنه ..وانجازاتها .. وتاريخها..و"رجالها" .
- يا رجال وطني..كرموا ماجد عبدالله.. قبل ان نشاهد يوماً من يعرض علينا تكريم نجومنا؟!.
- كرموا ماجد عبدالله.. بعد ان اصبح ألمع نجومنا يُنظر له بعطف بعد ان كان علامة للإعجاب والانبهار.
- إذا لم يحرك حفل اعتزال عدنان الطلياني مشاعرنا للتحرك فإننا لن نتحرك أبداً.. أبداً.. أبداً.
رئيس النصر وماجد
- كان الأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر مشرفاً حقيقياً على جميع فصول الفرح في مسيرة ماجد عبدالله.. واصبحنا جميعاً على اقتناع كامل.. بأن خاتمة هذه المسيرة لايمكن لها ان تتم دون ان يكون الأمير عبدالرحمن مشرفاً ووالداً لحفل الختام.
- ومن هذا المنطلق.. كما كان "ابو خالد" صاحب الفضل بعد الله في تقديم هذه الموهبة الى الملاعب السعودية.. أصبحت الآمال تتطلع نحوه ليكون صاحب الفضل بعد الله في تقديم واحد من اروع واجمل واضخم مهرجانات التكريم في تاريخ الكرة السعودية.
- هل يفعلها الأمير.. فهو كان صاحب المبادرات التاريخية دوماً.
جــريـــدة الرياضي
المفضلات