أجتمع عبيد الأبرص وامرؤ القيس يوماًَ
فقال عبيد ..كيف معرفتك بالأوابد
فقال ..قل ما شئت تجدني كما أحببت
فقال عبيد
ما حية ميتة قامت بميتتها
...............................درداء ما أنبت ناباً وأضراسا
فقال أمرؤ القيس
تلك الشعير تسقي في سنابلها
..............................قد أخرجت بعد طول المكث أكداسا
فقال عبيد الأبرص
مالسرد والبيض والأسماء واحدة
..........................لا يستطيع لهن الناس تمساسا
فقال أمرؤ القيس
تلك السحائب والرحمن أنشأها
..........................روى بها من محول الأرض أيباسا
فقال عبيد
مامرتجات على هول مراكبها
..........................يقطعن بها المدى سيراً وأمراسا
فقال أمرؤ القيس
تلك النجوم أذا حانت مطالعها
..........................شبهتها في سواد الليل أقباسا
فقال عبيد
مالقطعات الأرض لا أنيس بها
.........................تأتي سراعن ومايرجعن أنكاسا
فقال أمرؤ القيس
تلك الرياح إذا هبت عواصفها
.........................كفى بأذيالها للترب كناسا
فقال عبيد
مالفاجعات جهاراً في علانيةٍ
........................أشد من فيلق ملومة باسا
فقال أمرؤ القيس
تلك المنايا فما يبقين من أحدٍ
........................يأخذن حمقا ومايبقين أكياسا
فقال عبيد
ماالسابقات سراع الطير في مهل
............................لا يشتكين ولو طال المدى با سا
فقال أمرؤ القيس
تلك الجياد عليها القوم مذ نتجت
............................كانوا لهن غداة الروع احلاساً
فقال عبيد
ما القطعات لأرض الجو في طلق
............................قبل الصباح وما يسوين قرطاسا
فقال أمرؤ القيس
تلك الأماني يتركن الفتى ملكاً
............................دون السماء وماترفع له راسا
فقال عبيد
مالحاكمون بلاسمع ولابصرٍ
.............................ولا لسان فصيحٌ يعجب الناسا
فقال أمرؤ القيس
تلك الموازين والرحمن أرسلها
.............................رب البرية بين الناس مقياسا
من كتاب أشعار الشعراء السته الجاهليين للكاتب العلامه ( يوسف بن سليمان الأندلسي)
المعرف بالأعلم الشمنتري........
رسالة..
سبحان من أعطاهم هذه البديهه
قد أجادو فهم اللغه وما بباطنها
فسبحان من سخر ألسنتهم بذلك
تحيات أخوكم ومحبكم بالله
طاب الخاطر
المفضلات