ان الحديث عن الشيخ عبد الكريم الجربا وبطولاته ومآثره عند البدو اضحى في ايامنا هذه كمن يتحدث عن الزير سالم او عنتر بن شداد او ابي زيد الهلالي بحيث اتخذ هذا الفارس مكانة له بين هؤلاء الابطال عبد الكريم هذا هو الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ صفوق الملقب ( المحزم ) وهو اخو الشيخ فرحان من ابيه حيث ان ام الشيخ فرحان هي لطيفة بنت عبدالله بن نايف بن عبدالله بن محمد الملقب بالكود وهو من الرمال من الغفيله فالكود هو خال فرحان باشه ابن صفوق والذي حصل على البشويه من قبل الاتراك
اما عبد الكريم ابو خوذه فا امه هي عمشة بنت الحسين العبدالله العساف شيخ طي في العراق وهو امير طي في العراق واخوه من امه هو الشيخ فارس ابن صفوق ولد الشيخ عبد الكريم في حدود عام 1835 م وعاش في كنف والده صفوق ابن فارس ( المحزم ) فعندم توفي صفوق في عام 1847م فبقي الشيخ عبد الكريم يكن العداوة والبغضاء للقوات العثمانيه وكل ماهو تركي فقام الشيخ عبد الكريم بالقيام بحركة عصيان مسلح على السلطة العثمانيه متعرضاً على القوات العثمانيه ومخافرها المنتشرة على أطرف الصحراء من شمال العراق شكلت ثورة الشيخ عبد الكريم الجربا مابين عامي 1870 م -1871م قلقاً كبيراًللسلطة العثمانية أشارت لنا بعض المصادر الى الدمار الذي الحقه الشيخ عبد الكريم بالقرى والمخافر التركية الواقعه في الاطراف الشرقيه للجزيره الفراتيه شمال الموصل قد قاربه 499 قرية ومخفر وقد حاول العثمانيون بشنى الطرق اسنمالة الشيخ عبد الكريم يحك ان عبد الكريم كانت له قصه جميله مع جدعان ابن مهيد شيخ الفدعان من عنزه حيث غزاء الشيخ عبد الكريم على الفدعان التقى الجمعان وقت الغروب ومن عادة البدو ان لايكون بينهم قتال في الليل وبقي الشيخ جدعان بن مهيد مع فرسانه في انتظار الصباح ليخوض معركة خاسرة مع شمر فقام عبد الكريم الجربا واهدى فرس أبيض الى الشيخ جدعان وقال اهدي عليك هذه الفرس لكي تقاتل عليها وهي اكرماً له والى مكانته وفي الصباح بدا القتال فقاتل الشيخ جدعان ولكن شمر انتصرة في تلك المعركه بعد قتل الكثير من فريس عنزه وانكسر عنزه واستطاع جدعان الفرار على ظهر هذه الفرس وسبب تسميه ابو خوذه بهذ الاسم قصه وهي بيتما كان الشيخ عبد الكريم نائماً في فراشة أحس بأن أحداً ما يتحرك حول مضيفه فخرج وراى أحد الشمامرة يسير نحو قبائل عنزه للحوافه فناده الشيخ عبد الكريم وقال له اريد منك أن تعلمني كيف تحوف الأبل منهم فقام وجلب أحد جمال الشيخ فقال له خوذه واتى له بثاني وثالث ورابع وهو يقول خوذه فسارة هذه العبارة وصفاً لشيخ عبد الكريم.
وفاته رحمه الله كانت عن طريق الغدر به من قبل ناصر بن راشد الثامر السعدون من المنتق حيث قام مدحت باشا با ارسال رسالة الى صديقه شيخ المنتفق ناصر بن راشد الثامر السعدون يطلب منه المساعد في القبض على الشيخ عبد الكريم وذلك مقابل مبلغ وقدره عشرة الاف قرش مكافأة للقبض على ابو خوذه فقام الشيخ ناصر المنتفق فا ارسل الى الشيخ عبد الكريم يدعوه الى وليمة وانه سوف يحاول ان يحصل له على عفو من السلطات التركيه فعندم حضر ابو خوذه الى مكان الدعوة أمنا مطمئناً وعند وصوله مع من معه فقد قام المنتفق با اخفى جنود الاترك في بيته للقبض على الشيخ عبد الكريم فلما احس الشيخ عبد الكريم بنيه الغدر اراد ركوب جواده ليقف في وجه اعداءه فا حاط به الجنود الاتراك وحدث عرك جرح على اثره الشيخ عبد الكريم واستطع الجنود الاترك القبض على ابو خوذه وقام الشيخ ناصر السعدون الاشقر من شد وثاق ابو خوذه وارسله الى الوالي مدحت باشه واصبح هذا الغدر وخيانة العهد والميثاق عاراً على الشيخ ناصر المنتفق بين القبائل
وقال احد الشعراء في ناصر السعدون
ياناصر السعدون لوانت بيده *** ماأعطاك لو يقضبون السما بيده
عند ذلك اجريت للشيخ عبد الكريم الجربا محاكمة في بغداد علنا امام محكمة التمييز وحكم عليه بالاعدام وصدق الباب العالي على الحكم حيث ان عبد الكريم كان من اصحاب الرتب العاليه وتم تنفيذ الحكم في تاريخ 20/11/ 1871م ودفن جثمانه عند قبر النبي يونس بالموصل في جامع النبي يونس
المصدر تاريخ آل محمد الجربا وقبيلة شمر العربية من صفحة 221 الى 244
المفضلات