-
ولا تحسداني بارك الله فيكما ** من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
مسكين أنت يامالك
على ماذا سيحسدانك !!؟
تتجلى في أبياتك بيتاً بيتاً مشاعر الخوف وكراهية الموت وفراق الدنيا
تطالب صاحبيك بأن يوسعا لك في قبرك وكأنك ستشعر بسعته حين تموت !!
من اعتاد على العيش حراً طليقاً مثلك يصعب عليه أن يتخيل مآله إلى حفرة لاتتجاوز حجم جسده !!
مثل هذا الخيال مؤلم وشاقٌ على النفس الحرة الطليقة
رحمك الله
-
خذاني فجرّاني ببردي إليكما ** فقد كنت قبل اليوم صعباً قياديا
فجـــرّاني !!؟
لها دلالتان في نظري !!
الأولى : إحساسه بالمهانة والضعف بعد أن كان صعب القياد ليس يقوى عليه أحد كما ذكر في الشطر الثاني !!
الثانية : أنه كان جسيماً قوي البنية فقد كان في ريعان شبابه وقوته وقت وفاته ,, وكأنه يقول لأصحابه بأنكم لستم قادرين على حملي ,, فتجيش في نفسه مشاعر العظمة والقوة مع مشاعر الانهزام والعجز !!
التعبير بهذه اللفظة له وقعٌ مؤلم على النفس التي اعتادت ألاّ تقهر ولا تُقاد وكأنه مات بهذه الهزيمة النفسية قبل استلال روحه !!
رحمك الله يا مالك فقد ذقت مرارة الموت قبل الموت