فعلاً أخي مخاوي الغربة أن ما شاهدناه ما هو الا مسرحية هزلية ، ومحاكمة صدام تذكرنا بمحكمة المهداوي ومحكمة حزب البعث وأن كان الفرق بسيط .
هذه المسرحية من تأليف صهيوني ، وأنتاج أمريكي ، وأخراج الحكومة المؤقته ، وبطولة صدام ورفاقه.
محاكمة صدام نجحت في الضحك على ذقون العرب ، والأستخفاف بعقولهم ، ومن يدقق بهذه المسرحية يجد التالي :
القاضي كردي ويقال أنه شيعي ، فجمع بين الكردية والشيعيه وهما من مؤيدين الأحتلال الأمريكي والمناوئين لنظام صدام ، وبالتالي سوف تزيد من الشقاق بين السنه والشيعة والكرد .
نقل المحاكمة على شاشات التلفزيون ، وأعطاء الحرية للمتهمين حرية التحرك والكلام والأستهتار بالمحكمة ، والدفاع والأدعاء ،وغيرها من الشكليات التي تظهر الأحتلال بصورة عدم التدخل ونزاهة القضاء ، والديمقراطية التي يتمتع بها العراقيين في ظل الأحتلال .
المحاكمة كانت فقط عن مجزرة الدجيل وهي منطقة شيعية ، وكانت محاولة لأغتيال صدام ، وهنا يراد منها أضعاف ما سيقدم في حقه من جرائم أخرى .
أيضا تقديم هذه القضية يراد منها زيادة الخلاف بين السنة والشيعة .
فالمحاكمة أو المسرحية التي خرجت لنا كانت ذو أهداف عديدة أستفاد منها جميع من عمل بها بأستثناء الضحايا والشعب العراقي ، حيث أظهرت صدام ورفاقه بصورة الأبطال ، وأظهرت ديمقراطية الحكومة المؤقته ونزاهة قضائها ، وأظهرت عدم تدخل المحتل في المحاكمة ، وزادت من شقاق الشعب العراقي وفرقته ، بل من شقاق الأمة بأكملها .
الغريب أننا نسينا جرائم صدام في حق شعبه ، وفي حق جيرانه ، وفي حق أمته ، وأخذنا نمجده لأنه يمثل البطل في عيون البعض ، ونرفع له العقل لأنه أعتدى علينا وقتل من أبنائنا ، ودمر مقدراتنا
وجلب لنا المحتل ليطأ أراضينا ويساومنا على خيراتنا ، ووصل بنا الأمر لنصفه بمصاف المجاهدين والأبطال الذين ضحوا من أجل دينهم وأوطانهم .
فبعد أن كان الرفيق المهيب الركن قائد القيادة القطرية لحزب البعث الملحد ، أصبح بعد سقوطه الأخ
المؤمن المسلم المجاهد ، فما الذي تغير فيه لتتغير مسمياته ؟؟؟؟
عموماً علينا أن نتذكر رامسفيلد الصديق الخاص لصدام حسين والذي أمضى سنوات عدة في كنفه
يعلمه الغدر والخيانه ، ويدربه على التمثيل المتقن ، فأنغلب السحر على الساحر ، وهاهو المدرس
يصبح له السجان ، فهل يمتلك الأسد الشجاعة التي رأيناها في هذه المحاكمة ليقول لشعبه وأمته ماذا كان يفعل رامسفيلد لديه طوال تلك السنين ؟؟؟
لا تستعجلوا على من أعتدى عليكم فتمجدوه ، فتكونوا دائما للمعتدين عبيداً .