اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاصمعي
أرى أن عدم تطرقه للجانب الأخروي يعود لسببين:
1) يبدو لي والله أعلم أن الغالب على الشاعر طبائع الأعراب وعاداتهم واهتماماتهم أكثر من التطبع بتعاليم الدين ، وربما أن حتى ذهابه للغزو ليس من باب بيع الضلالة بالهدى "كما يقول" بل من باب التكسب ويدل عليه قوله في نفس القصيدة هذا البيت الدال على مقصده من وراء الغزو:
أن الله يرجعني من الغزو لا أكن ** وإن قل ماليَ طالباً ما ورائيا
وكذلك هذا البيت الي يبين أنه موعود بجزاء على انتظامه في هذا الجيش:
فإن أنجُ من بابي خراسان لا أعد ** إليها وإن منَّيتموني الأمانيا
2) الشاعر ينطلق في الصور المتعددة التي رسمها من أشياء ملموسة ومألوفة عنده (أماكن - أشجار - أشخاص - ناقته وفرسه - خوالج نفسه) عرفها وعاينها وعاش معها فلذلك يسهل عليه بناء الصور عليه وتخيل ردات الفعل المتوقعة أو التي يتمناها ، بينما الآخرة غيب لم يلامس منها ما يمكن البناء عليه وهو كحال الأعراب يذهبون للمشاهد ولا يميلون الى الفلسفة التي ينحى لها المتعمقون بالعلوم..
هذا رأيي والله أعلم
هل طبائع الأعراب وعاداتهم تقف حائلاً أمام خشية الله ورجاء ماعنده !!؟
كان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعراب من قال عنه عليه الصلاة والسلام : (( صدق الله فصدقه )) بعد أن رفض الأعرابي قسمه من السبي وقال : (( ماعلى هذا اتبعتك ولكني اتبعتك على أن أرمى هاهنا بسهم (( وأشار إلى حلقه )) فأموت فأدخل الجنة !!
نعم أتفق معك بأن عاداته وطباعه غلبت عليه ليس لأنه أعرابي بل لأنه امتهن الصعلكة وقطع الطريق وكان بعيداً عن الله ولم يكف عنه إلا بعد أن أغراه سعيد حفيد الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه بالجهاد بدلاً من قطع الطريق وقد كان ووافته منيته بعد عودته من الغزو مباشرة فجاءت قصيدته على ما نشأ واعتاد عليه ,,
أما مايتعلق بالسبب الثاني فلا أعتقد أنه بحاجة لأكثر من بيت واحد فقط يسأل الله فيه الجنة ومغفرة الذنوب فليس بحاجة لأن يستخدم الوصف فيها لكنه لم يفعل !!
شكراً لتوضيحك أخي الاصمعي