إن كانت المرأة فقدت قدرتها على الثقة في نفسها...
فهكذا علموها...
هكذا علموها... لتجلس كثيراً في بيتها جلسة الكئيب الحزين..
مسبلة دمعها على خدها.. ملقية رأسها على كفها..
هنا... لا أدعوا المرأة لتثور ثورتها وتخرج عن شريعتها.. ولا ألمح بأنها فقدت دورها في الحياة..
ولكني أجدها فقدت الكثير من قدراتها وإمكانياتها.. بأسباب هي خارجة عنها..
وخارجة كثيراً عن عقلها وتفكيرها.. لتجد نفسها بعيدة كل البعد عن أحلامها وأهدافها..
بل للأسف الشديد تحدد دور المرأة في مجتمعنا في إطار إجتماعي ومهما تطورت
قدراتها وزدادت إمكانياتها إلآ وتجد نفسها مجبرة في إتباع هذا الإطار..
وهذا هو القهر الأجتماعي الذي تعرضت له المرأة وجعلها في كثير من الأحيان
تتراجع في إمكانياتها..
أني مؤمن بأن المرأة لا تقل عن الرجل في تفكيرها وتكوينها الوجداني والعقلي..
بل إنها تتفوق في مجالات كثيرة... أهمها أنها حكمت مصر...
وهي أقرب بحكم تكوينها من الجانب الإنساني..
وأن أكبر جرماً يجرمه الرجل في حق المرأة أن يتجاهل كل ذلك..
ومن الموت الأحمر والشقاء الأكبر.. أن تبقى المرأة في مجتمعنا على حالها..
دون أن نمد على أيّديها ولا نؤمن بقدراتها..
أني أعتقد أعتقاداً لا ريب فيه.. لو تحكم المرأة العالم سيكون أكثر أتزاناً وأقل عدوانية..
لأنني أحد الذين يؤمنون بقدرات المرأة..
وأعتقد أن من يعتقد أن المرأة مازالت لا تستطيع أن تكون أفضل من غيرها..
ولا تستطيع أن تدير حياتها... فقد أخطأ خطأ جماً.. لأنه بهذا الأعتقاد لا يزال
يرى ولا يهمه شأن من الشؤون إلآ نفسه..
ولا يشغله من مشاغل الحياة في المرأة إلآ الشئ الذي يرتبط به شهوته..
وبهذا قد أهمل شأنها وسلبها رأيها.. وبدلاً من أن يكون في صفّها.. ساقها
إلى شهواته وملذاته سواء في أحاديثه عنها أو في أفعاله وتعصبه نحوها..
أخيراً...
قد يرى البعض أن كل ذلك هو حملة على الرجال... وقد يرى البعض الآخر
هو نصرة للمرأة..
ولكني أرى هذا.... هو ما أعتقده.... ولا أعلم أن أغضبت أو أرضيت..
ولكني أعلم أني أرضيت نفسي..
نهايتاً....
ربما أطلت كثيراً أكثر مما يجب...
فعذراً لهذا... فللموضوع جماله وروعته...
أختي الفاضلة :
كان موضوعك من المواضيع التي تفجر ما بداخلي ما كان مكبوتاً
لهذا أستحق مني الكتابة والتنويه عنه وصولاً إلى ما وصلت إليه..
فلا أقل من أشكرك كثيراً.. وأبقى أنتظر القادم منكِ..
فدمتِ بخير...