فالاعلام شئنا أم أبينا أصبح هو الموجه ويستطيع بحكم الانتشار وأساليب الاغراء بالمتابعة أن يصنع من (الفسيخ شربات) ومن الهامشيين رموزا وقدوات يتعلق الناس بهم حتى لو كانوا تافهين أو ساقطين وهنا مكمن الخطورة.
كثير من عقلاء القوم استغربوا حالة الاستنفار التي شهدها الشارع السعودي والتحشيد للتصويت (لأبو الهش) بل ان الأرقام التي تتحدث عن عشرين مليون اتصال تظهر مدى التأثير القوي للاعلام وقدرته على قيادة الرأي العام الشاب وقد سبق أن ذكرت في مقالة سابقة كيف ان طلاب وطالبات المدارس أصبح خبزهم اليومي يوميات هشوم والأدهى والأمر أن كثيرا من المعلمين والمعلمات كانوا أيضا من المتابعين ومن يدخل غرف المدرسات يعلم صدق قولي وهؤلاء هم المربون (إمحق مربين) ما قصدته من قولي هذا أن المجتمع الذي نعيش فيه وهو مجتمع شاب (أكثر من نصفه) قد تغير وأصبح له قيمه واهتماماته وأولوياته بغض النظر عن صلاح ذلك أو فساده أو حسنه أو قبحه وهذا ما يطلب أن تتغير معه لغة الخطاب ووسائل التربية بما يتناسب مع عقليته ومتطلباته.
في قصيدة رائعة للأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز تحت عنوان (عجب عجاب) تحدث فيها عن متناقضات عدة في حياتنا ضمنها مقطعا يقول (عجب عجاب ما تصلي فرضها وتلبس حجاب) طبعا حاجة المفترض (ماتخشش) الدماغ..
ولو اقتبسنا أسلوب الأمير وطبقناه على بنت الأكاديمية إياها (زيزي) يمكن نقول (بنت تصلي فرضها بس ما تخلي الرقص) والحمد لله أنها خرجت من الفرز يوم أمس الأول فهي في الحقيقة سلاح خطير بملامحها الخليجية بل أخطر سلاح استخدمه أصحاب القناة بفعالية لتسويق ثقافة (الهشك بشك) عبر فاترينه الحجاب وترويج شيء من التدين المغشوش فهي من جهة مسلمة يحرص والدها على تذكيرها بالصلاة (ما تسيبيش الصلا يازيزي) وفي ذات الوقت لا مانع من أن تشاهدها تسدح في غرفة الشباب وتقول (حبات عندكو)..
ولا مانع ترقص طول ماهي واقفة أو قاعدة أو حتى نايمة (ولا أقدعها رآصة).. ولا مانع أن تكون طول وقتها لابسة المزلط (والشفتشي) ويبدو أن أهل الأكاديمية رأوا منجما يروج لهذه البدع فجاءت الأم وإذا بها امرأة خمسينية تعزف على البيانو وهي لابسة حجاب أيضا ثم تم تطوير العملية فجيء بأخواتها الأربع وهن محجبات ليقدمن وصلة غنائية مع رقص (وزفن) والأم طبعا تعزف لهن (خوش أم وخوش تربية) صحيح اذا قالوا ان الأم مدرسة بس هنا مدرسة (رقص) وكمل الناقص الأب (الحمش) الذي جاء بوجه مكفهر كأنه ثعبان الكوبرا وإذا به يبارك لزيزي عملها ويقول لها (ربنا يوفئك يا بنتي بس شدي حيلك وما تنسيش الصلا يازيزي) أتاري السالفة بيض فاسد والطاسة ضايعة ودقي يامزيكا
hifa23@yahoo.com
جريدة اليوم