هو لم يختلف شئ . . فالقضايا التي يعاني منها الكثير هي كثيرة
وتعددت وبقيت على مدار السنين لأنها هي الأهم في واقع الإنسان
وكثرة صياغة الكتابة وتنوعها على بياض الورق لعرض تلك القضايا
وتصويرها وتقريبها يعطينا أنها قضايا لم تجد من يؤمن بها ويجاهد
من أجلها.. فأكثر الكتّاب كتب عنها لأنه بحاجة إلى موضوع لا أكثر
فحبه للوصول للشهرة قد غلب على أن يكون أكثر إيماناً بقضيته
التي كتب عنها..
فقضيتنا عزيزي تحتاج إلى الإيمان وتحتاج إلى اؤلئك الذين يؤمنون
بقيمة الكلمة ويجاهدون من أجلها.. فلا تغريهم الأشياء الأخرى سوى
تحقيق أهداف قضيتهم.. فنحن لا نريد كاتب يكتب ليخبرنا بمدى براعته
وتميّزه عن غيره.. وأنما نريد كاتب نشعر بكتابته أنه يريد منّا
أن لا نغمض الأعين ولا نسدَّ الأبواب والنوافذ هروباً وخوفاً من غيرنا..
نريد كاتب يبعث الأمل فينا من جديد ونشعر أننا قادرين على
فعل المستحيل وأن ضمائرنا قد فاقت من نومها وعادت إلى رشدها
بعدما أجبروها على أن تبقى على صمتها وأن قدرتها أقل من أن تصل
لفعل المستحيل.
فكل قضية أكثر أهمية تحتاج إلى إيمان حقيقي يتجرد من كل غرض
شخصي يخفي أهم ما فيها.. إيمان حقيقي لا تغريه الاغراءات الأخرى
ويبقى همّـه أن يصل إلى نهاية قضيته حتى لو خسر بعض دمائه..
لأن المجاهد الحقيقي الذي يؤمن بالكلمة والقضية لا يبقى على صمته
ولا يقبل أن يتراجع بعد أول خطوة له.. لأن إيمانه أكبر من أن يخضع
لشئ من الأشياء غير الحقيقة والتي بها يبقى الإنسان إنساناً..
عزيزي عبدالرحمن تبقى كما عهدتك فأن مواضيعك باقية كما هي
بتلك الروعة وتلك الحقيقة الأكثر جمالاً من غيرها..
فأشكرك شكراً مع كل تقديري واحترامي.