لا تكون الأمور في بعض الأحيان كما تظهر عليه ...
ودعنا نبدأ من كلمة (هروب) ...
فما تراه أنت هروب .. قد يكون لحكمة .. ومن باب اتقاء فحش !! وقد يكون شجاعة ... من باب الكرّ والفرّ ..
عيب على عنترة هروبه من ثور ... فقال قولته المشهورة : ومن أدرى الثور أني عنترة !
ألم أقل لك ... لا تغترّ بظواهر الأمور دائما ..
ياعزيزي .... أنا وأنت معشر العوام ... قد نفرح بحدث معين ... وفرحنا بالتأكيد ليس دليل حل ولا حرمة ...
ونحن لفرط جهلنا لا نميز الفتنة .. حتى تدبر ... بينما أهل العلم الربانيون يعرفونها متى أقبلت ... وهنا تكون ميزة العلم وأهل العلم ..
ونحن نفرح بتمييزنا بين الخير والشرّ فيما يظهر لنا ... بينما يتميز العلماء الربانيون بمعرفة خير الخيرين وشرّ الشرّين .. وهنا تكون ميزة العلم وأهله ..
وقد أمرنا بسؤال أهل الذكر ... وأمرنا بطاعتهم ... قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وقال تعالى (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وأولي الأمر الأمراء والعلماء ... فال تعب علي طلبي الرجوع لأهل النوازل ...
وأنت بحسب معرفتي أقرب مني مسكنا من أهل العلم الذين يرجع إليهم عند النوازل .. فأخبرنا برأيهم فيما يجري في ذلك البلد المسلم ... وسأقول لك حينها ... سمعا وطاعة ...
مع تأكيدي ... بأنني فرح لتغيير ذلك الحاكم لما أعلمه من تضييقه (دينيا) على شعبه .. وأرجو الله أن يحقن دماء المسلمين .. والا يكون القادم اسوأ ... وأن يريح المسلمين من كل ظالم
وأخيرا ... أخي الكريم .. أنصحك بألا تشغل نفسك كثيرا بي وبآرائي .. فمن هو خير مني قال : إني أقول القول اليوم وأرجع عنه غدا ... وأقوله غدا وأرجع عنه بعد غد ...
شكرا لك .. وعذرا أبا يوسف