مـصعـب بـن عـمـيــر رضي الله عنهُ
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;border:2px double gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
مـصعـب بـن عـمـيــر
غرّة فتيان قريش، وأوفاهم جمالا، وشبابا..
يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون : " كان أعطر أهل مكة"..
مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف البدري
ولد في النعمة، وغذيّ بها، وشبّ تحت خمائلها
ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به "مصعب بن عمير"..
لقد سمع الفتى ذات يوم، ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين صلى الله عليه وسلم ..
"محمد" الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا وداعيا الى عبادة الله الواحد الأحد
وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا همّ لها، ولا حديث يشغلها الا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه، كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث
ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه ، يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها..
هناك على الصفا في دار "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد ، ولا التلبث والانتظار ، بل صحب نفسه ذات مساء الى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه ...
ولم يكد مصعب يأخذ مكانه، وتنساب الآيات من قلب الرسول متألفة على شفتيه، ثم آخذة طريقها الى الأسماع والأفئدة، حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود ..!
ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه، وكأنه من الفرحة الغامرة يطير
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج، والفؤاد المتوثب، فكانت السكينة العميقة عمق المحيط
وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما بفوق ضعف سنّه وعمره، ومعه من التصميم ما يغيّر سير الزمان..!!!
وكانت أمه خنّاس بنت مالك تتمتع بقوة فذة في شخصيتها فخشيها مصعب
وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرا ، حتى علمت أمه وحبسته وأرادت أن ترده عن دينه
ولكنها واجهت إصرار أكبر على الإيمان من جانب الابن . فقررت أن تخرجه من بيتها وتحرمه من الأموال .
وقالت له وهي تخرجه من بيتها اذهب لشأنك, لم أعد لك أمّا.
قال : يا أمّه أني لك ناصح, وعليك شفوق, فاشهدي بأنه لا اله إلا الله, وأن محمدا عبده ورسوله
أجابته غاضبة مهتاجة : قسما بالثواقب, لا أدخل في دينك, فيزرى برأيي, ويضعف عقلي .
وترك مصعب النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة, وأصبح الفتى المتأنق المعطّر, لا يرى إلا مرتديا أخشن الثياب, يأكل يوما, ويجوع أياما.
سفير الإسلام
اختاره الرسول أن يكون سفيره إلى المدينة, يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة, ويدخل غيرهم في دين الله
ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم ..
وقد أختاره الرسول لرجاحة عقله وكريم خلقه وزهده وبها كان أول سفير للإسلام
وقد جاءها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما
وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة, كان مسلمو المدينة يرسلون إلى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم
وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة ، جاءوا تحت قيادة مصعب ابن عمير.
وقد أسلم على يديه أسيد بن خضير سيد بني عبد الأشهل بالمدينة
فجاء شاهرا حربته و يتوهج غضبا وحنقا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم
فلما أقنعه أن يجلس ويستمع فأصغى لـمصعب واقتنع وأسلم
وجاء سعد بن معاذ فأصغى لـمصعب واقتنع وأسلم
ثم تلاه سعد بن عبادة ، وأسلم كثيرا من أهل المدينة ، فقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم نجاحا منقطع النظير .
غزوة أحد
وبعد هجرة الرسول وصحبه إلى المدينة ، وحدثت غزوة بدر تلتها غزوة أحد الذي أمر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب ليحمل الراية
وتشب المعركة الرهيبة, ويحتدم القتال, ويخالف الرماة أمر الرسول ، فقد حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد,
فلما جال المسلمون ثبت به مصعب فأقبل ابن قميئة وهو فارس فضربه على يده اليمنى فقطعها و مصعب يقول: [ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل]
وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه فضرب يده اليسرى فقطعها فحنا على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدره وهو يقول : [ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ]
ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح ووقع مصعب وسقط اللواء
يقول خبّاب بن الأرت هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل اله نبتغي وجه الله
فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا منهم مصعب بن عمير,
قتل يوم أحد فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة..
فكنا إذا وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه وإذا وضعناها على رجليه برزت رأسه
فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ اجعلوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من نبات الاذخر ] وهو نبات معروف طيب الريح
وفي مصعب بن عمير ومن مات من المسلمين نزل قولـه تـعالـى : [ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ]
ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن بها وقال لقد رأيتك بمكة وما بها أرق حلة ولا أحسن لمّة منك ثم هاأنت ذا شعث الرأس في بردة .
ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال :
[ أيها الناس زوروهم،وأتوهم، وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده، لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة، الا ردوا عليه السلام ] ..
رحم الله مصعب بن عمير ورضي عنه و عـن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]