كما ذكرت في مداخلتي الاولى بأننا نكرر أخطائنا لاننا لا نعترف بها ولا نقر بالوقوع بدائرتها ، والخطأ قد لا يضر الا صاحبه أو فاعله وهذا في الحالات العادية أما ما أردت الحديث عنه هنا هو الخطأ الذي يتسبب في الضرر للآخرين وأعني به القادة وأصحاب القرار .
وفي قراءةٍ سريعة لواقعٍ نعيشه كأمه منذ قرنٍ من الزمان نجد بأن الامة تضررت من أخطاءٍ لقادتها تشبه بل تزيد بحجمها حجم الكوارث المدمرة ومع ذلك لا نجد وقفةً جادة وحازمة لمراجعة تلك الأخطاء لمعرفة أسبابها ، لا من المخطئين ولا حتى من وقع عليهم ضرر ذلك الخطأ .
ما نعاني منه كأمة قادةً كانوا أم شعوب هو الهالة والقدسية للأجابة حول الوقوع في الخطأ وتكراره ، ولأننا شعوب مضطهدة كانت ولا تزال تعيش حالةً من الرعب والخوف من السؤال والمساءلة فحتماً لن
يكون هناك الجرأة لفتح ملف الخطأ وتكراره " وأعني بالخطأ هنا الخطأ القيادي " .
عاشت الامة خلال قرن من الزمان ثلاث مراحل الاولى نهاية الدولة العثمانية وما رافقها من فقر وأميّة
والثانية مرحلة الاستعمار الاجنبي وما رافقها من سرقة مقدرات الامة والمرحلة الثالثة وهي حكم العسكر والحزب الواحد وألغاء الآخر وما صاحبها من قهر وفقر وتصفيات وكبتٍ للحريات .
ولأن هذه الفترة كفيلة بجعل الامة أرضٌ خصبة لزعماء المرحلة الثالثة ليتمكنوا من بسط نفوذهم على السلطة والقرار فلا يمكن معها أن تعطى الحرية للشعوب في الاعتراض أو المساءلة حول أخطاء أصحاب القرار .
ولأنعدام الحرية ودولة المؤسسات في عالمنا الاستثنائي فلن نجد من يفتح ملف " لماذا نكرر أخطائنا "
وسوف تكون لي عودة عن الحرية وعلاقتها بتكرار الخطأ .
الى ذلك الحين اشكر أختي إيمان على هذه القضية المهمة والتي هي أساس مشكلاتنا التي نعاني منها .
دمتم بخير