لقد خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم
فكان الإنسان أفضل وأجمل المخلوقات ..
ومع ذلك لدينا تناقضات موغلة العمق في نفوسنا
فدائماً لايعجبنا الأخرون وننتقد ماهم عليه من أحوال
ومن هنا أصبحنا نحدد الجمال حسب مايروق لنا
فهذا نقول عنه قبيح وذاك بمنتهى الجمال
فإن توافق الأخرون مع معاييرنا التي وضعناها
نرى الجمال من خلال ذلك المعيار ..
نرمي أحكامنا على كل مايحيط حولنا
ونصرف أفعالنا وأقوالنا بطريقتنا الخاصة
وفق المنطق الخاص بنا..!!
ومن خلال صورنا ودواخلنا نعتقد
بأن ذلك التقويم الحسن ميزة خاصة بنا
وننسى بأن الله خلق البشرية كلها
في أحسن تقويم فلم يتم استثناء أحد
فالمفهوم المطلق للجمال هو وجوده لدى الجميع
و أما من حيث المفهوم النسبي نعتمد التفاصيل
سواء كانت صغيرة او متوسطة ..
ومن خلال المفهوم النسبي للجمال
أصبح يقام له مهرجانات ومسابقات
ويتم انتقاء ملكة الجمال حسب مواصفات
وتفاصيل دقيقة لا تنطبق على البقية
من البشرية ( أحسن تقويم ).
كما حل مفهوم التفاصيل أدق أمور حياتنا
فصرنا نتمايز باظهار مستوانا الاجتماعي
ومستوانا الاقتصادي والفكري و و ..
إن سلسلة التفاصيل التي بدأت بالجمال
لم يكن لها لتنتهي أو تتوقف ..
بل اصبحت تتوالد حتى صار البعض
يعيش ويحيا على أكتاف البعض الآخر
وننسى في هذا المعترك أننا مخلوقين
من تراب وأن الله منّ على البشرية بالجمال
تفاصيل وتفاصيل وتفاصيل تغزو حياتنا
الى أن وصلنا لمرحلة لم نعد نعرف
ماذا يريد أولئك منا وكيف يريدوننا
وكان مفهوم الأحسن لم يعد له اي حضور
ولنمسك حفنة من التراب ونتأملها ..
لعل أحدكم يدرك ماذا أريد أن أقول .؟؟
و ماذا أعني..!!؟