وصلنا لوقت أضحى فيه كل شيء كأي شيء ...!!
عرض للطباعة
وصلنا لوقت أضحى فيه كل شيء كأي شيء ...!!
لا أريد منك أن تقدم لي خدمة انسانية ..
أثناء الأزمات و المشكلات العاطفية
أريد أن نكون معاً عندما تهب عواصف الزمن..!!
لكل شيء وجه ووجه آخر
وأسواء وجه نصادفه
الوجه الأخر للانسان
ومتى يبرز ذلك الوجه..؟
عندما يتخلى عن كل شيء مقابل لا شيء ..!!
اشتهر الأوربيون بـ الحب قبل الزواج ليقوم الزواج
اشتهر العرب بالزواج لـ ليقوم الحب بعده...!!
لايمكن أن تحقق السعادة دون سقوط أحد مبادئك ..
ولا يمكن أن تعيش الحب دون أن يسقط منك شيء ما ..
ولا يمكن تبقى الأرض لكل المخلوقات ..
ففي نهاية الأزمان سينقرض كل شيء ويبقى فقط الإنسان...!!
كنتَ أقرب مني إلي ..
وكنت القلم والورقة ..
ذهبت و ليتك تركت لي القلم والورقة
لا أكتب بقلمي ..
بل بدمي ..
ولا أقول مايجول بفكري
فلقد حزم حقائب السفر وسافر معك ..
ماحدث خلال الايام القليلة الماضية يذكرني بموقف مضى منذ أعوام ..
عندما اشتريت ليتر من الحليب و عندما ذهبت به الى البيت اكتشفت أنه حليب مغشوش ..!
عدت للبائع وقلت له الحليب هذا معشوش ..
فأصر أنه ليس بمعشوش و شككني بذائقتي ..
لم استغرب منه الدفاع المستميت إذ طالما بتنا نعيش ونحيا على الزيف وكل ماهو مستهجن.
وكل ماهو حقيقي أو أصلي لم يعد له وجود في هذا الزمن ..!!
فالغش و الزيف لم يقتصر فقط على ما نأكله ولو أن هذا كارثة بحق الانسان
بل طال الحب والجمال والأخلاق .. وصرنا نبحث عن كل ماهو مزيف
كالحب المزيف بالأكاذيب و الجمال المزيف بعمليات التجميل
أما الأخلاق فيمكن لألف رداء من زيف أن يحجبها عن الرؤيا واليقين..
للأسف باتت أذواقنا معتادة على ذلك الزيف ولم نعد ندرك المزيف من الحقيقي.
و طالما اصبح الزيف في حياتنا هو المعتمد من رغيف الخبز حتى المشاعر والأحاسيس
فلا بد له أن يتسرب للأفئدة .. فتحيا على المشاعر المزيفة
وفي قلب عاصفة التزييف السائدة هذه الأيام ..
أبحث عن كل ما هو حقيقي و لابد أن أجده في زمن آخر و مكان آخر..
ونبقى ضمن دائرة الزمن
الذي اصبح فيه كل شيء كأي شيء ..
إن قدر الله لي الموت برصاصة
لن أموت برصاصة مزيفة ...
ليت الموت يدنو ، فالموت ليس انتهاء
وليس دفن جسد بين التراب والفناء
إنما الموت خلود في السماءات
و الموت أرحم أن نحيا بين الأموات..