الخطبة الثانيةخطبة عيد الفطر 1432الخطبةُ الأولى
كتبها عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
الحمد لله واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد
الحمد لله و اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ ما صام الصائم وأفطر ، اللهُ أكبرُ ما ذكر الذاكر واستغفر ، اللهُ أكبرُ ما سبح المسبح وكبر ، وأشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهَ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهَدُ أن نبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُه، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين أما بعد أيها المسلمون: فأوصيكم ونفسي بتقوى رب الأنام ، فإنها عروة ليس لها انفصام ،
أيها المسلمون : إن الأيامَ واللياليَ والشهور والأعوام مقاديرٌ للآجال ومواقيتٌ للأعمال ، تنقضي سراعاً وتمضي جماعاً ، والموت يطوف على ساعات الليل والنهار ، فيقصف الأعمار ، ويلتقط الصغار والكبار ، ويلحق القرون بالقرون ، والأمم بالأمم ، والأجيال بالأجيال ، لا يؤخّر من حضرت ساعته وأزفت نهايته ، وأما الأيام فهي خزائن الحسنات والآثام ، تُدعَون بها يوم القيامة ، ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ) ينادي ربكم سبحانه : ((يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفِّيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه))
والله ياعباد الله ، لتسئلن عما عملتم ، ولتسئلن عما أسلفتم ، ولتسئلن عما نطق به اللسان ، وجرحته الأركان ، فأمامكم وقوف وأهوال ، وحساب وعذاب ، وصحف وميزان ، فاجعلوا دنياكم بذارا للحسنات ، دثارا للسيئات ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد
أيُّها المسلمون ، لقد امتن الله عليكم بإتمام الصيام والقيام ، فاسألوه أن يتقبل منكم ، وأن يغفر لكم ما بدر من تقصير وآثام ، واعلموا أن هذا اليوم ، هو يوم عيد للمسلمين ، قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد لهم يومان يلعبون فيهما فقال عليه الصلاة والسلام ( إن الله أبدلكم بيومين خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى )، هذان العيدان هما عيدا المسلمين ، هذا العيد عيد شكر وذكر ، وليس عيد ضلال وكفر ، هذا العيد عيد خضوع وخشوع لله سبحانه وتعالى ، عيد يبتعد فيه المسلم عن مظاهر السرف والكبر والطغيان ، ويحمد الله أن فرحته امتثالا لأمر الله ورسوله . فالذي حرم فطر الأمس لعبادته ، حرم صيام هذا اليوم من أجلك أيها المسلم ، لتفرح أيها المذعن لأمر الله ، أيها العبد الضعيف ، أليس هذا تشريفا وتكريما لك أيها الصائم ، رب العزة والجلال والجبروت ، يحرم صيام اليوم من أجلك ، لتفرح وتسعد على عين الشريعة الغراء ، فأي علياء سماء قد شمقت بها ، وأي مكرمة خالق قد حزت لها ، فلا تكدر هذه الفرحة ، بمظاهر الضلال والفساد والفجور والسفور .
رمضان أيها المسلمون : مدرسة عظيمة ، ودورة تنشيطية كريمة ، نتعلم فيه الصبر الوقوف عند حدود الشريعة ، نحقق فيه التقوى قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) الصيام إصلاح وصيانة لآلة التقوى ، لتخرج أيها العبد الصائم من صومك أشد وأقوى ، فافرح بعيدك ، عاد عيدك ، وجد تليدك ، فما شرع العيد إلا للفرحة والسرور ، ففرحته محموده ، وسعادته منشودة ، دعوا العالم أجمع أيها المسلمون ، يعلمون أن في ديننا فسحة وفي شريعتنا فرحة وفي ملتنا سعادة وسرور ، ليس الدين انغلاقا وشدة ، وتزمتا وحده ، إنما دين الله كله يسر ولين ، وسماحة وإحسان .
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد
أيها المسلمون :
لقد رحل شهركم بأعمالكم ، واستل نزرا من أعماركم ، وخُتم فيه على أفعالكم وأقوالكم ، فاحمدوا الله على إتمام الصيام والقيام ، إحمدوا الله فإن لكم فرحتان ، فأما الفرحة الأولى ، فمتعكم الله بها كل يوم في رمضان ، متعكم الله بفرحة الإفطار ، فكم تبسمت الثغور عند الفطور ، وما هي وإيم الله بفرحة أكل ولا شرب ، ولكنها فرحة الإنتصار على الهوى والشيطان ، ونشوة الخضوع لأمر الرحمن ، وأما الفرحة الأخرى ، فهي الفرحة العظمى ، فهي فرحتكم حين يوفيكم الله أجوركم ، ويثلج بالعتق صدوركم ، وكيف لا يتمم لكم هذه الفرحة ووعده الحق ، وهو القائل في الحديث القدسي ( الصوم لي وأنا أجزي به ) فأنعم بكريم وجهك يارحمن ، وأكرم بعظيم جلالك يا ذا الجبروت والسلطان ، وكفى برب العالمين جازيا، فأتموا الغزل أيها المجتهدون ، ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوَّة أنكاثًا
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد
أيها المسلمون : لقد صمتم النهار وقمتم الليل واجتهدتم في العشر الأواخر ، وتحريتم ليلة القدر ، كل ذلك طمعا في رحمة ربكم وثواب خالقكم ، فبرحتكم الغر الفاضلات ، وتركتكم النواصي الشريفات ، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن اعتقت رقابهم وأجزل ثوابهم فهل برحت معها رحمة الله وخيره وعطائه ، رب الشهور أيها المسلمون واحد ، وبئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان ، فلقد شرع الله لكم صيام ست من شوال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((منْ صامَ رمضانَ ثُمّ أَتْـبَعَهُ سِتًا مِنْ شَوّال فَكأَنّما صَامَ الدّهْرَ كُلّهُ))
إقرؤوا القرآن ، فهذا كتاب الله تعالى بين أيدينا في كل وقت وزمان ، قال صلى الله عليه وسلم ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه ). وقيام الليل مشروع في كل ليلة فقد كان عليه الصلاة والسلام يداوم على إحدى عشرة ركعة كما حديث بن عباس رضي الله عنهما
تعرض لنفحات الرحمة ، كن ممن يطرق أبواب اليتامى والمساكين ، ويكفي أنه من تصدق فأخفى ، يكون ممن يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ، قال تعالى : ( وَمَا تُقَدّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا )
أقولُ ماتسمعون واستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنْبٍ فاسْتغفِرُوه وتُوبُوا إليْهِ إنّهُ هو الْغَفُورُ الرّحِيم .
الحمد لله اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد
الحمد لله على نعمة الصيام، والحمد لله على نعمة القيام ، والحمد لله على نعمة القرآن وتلاوته ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أيها المسلمون : كفوا الأذى فـ ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) ، ، وزنوا بالقسطاس المستقيم ، ولا تبخسوا الناس أشياءهم ، وإذا قلتم أو حكمتم فاعدلوا ، ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى ) ،
الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون : إياكم أن تتعرضوا لما ليس لكم ، من أموال وأعراض وممتلكات ، وغضوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكم ، واحفظوا المكبات في النار ، قال عليه الصلاة والسلام : ( ثكلتك أمك يامعاذ ، وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم ) ، إحذروا الفحش والغش ، واجتنبوا قول الزور ، واعلموا أن الظلم ظلمات يوم القيامة ، و ( لا يزال المسلم في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما ) ، صلوا أرحامكم ، واحفظوا أولادكم وبناتكم ونسائكم وبيوتكم ، فـ (كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته ) ،
الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ،
يانساء الإسلام : لستن كأحد من النساء ، أنتن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم أسوتكن بعد نبي الهدى أمهات المؤمنين ، والصحابيات الجليلات ، الشرف والعفة والستر والحجاب تاج على رؤوس المحتشمات ، إياكن ودعوات الفجور والسفور ، التي غلفت بدعوى تحرير المرأة ، فماذا جنين نساء الغرب من هذه الدعاوى ، إلا الزنا والخنا والسفاح والفجور ، ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) ، فلا تزال المرأة مستورة ما سترها واكتنفها بيتها ، ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) قفى في حمى بيتك حيال الساقط من المسلسلات ، والهابط من القنوات أنت حرز البيت الأمين ، والله والله أنك لتسألين عن تفريطك وإهمالك ، لأن زمام البيوت من الداخل بيد المرأة ، إن صلحت المرأة صلح البيت وإن أهملت ضاع البيت ، لا تستهيني بما يبث في القنوات ، فإن المسمار يُحل سِنًّا سِناًّ ، والعرى تنقض عروة عروة ، إحفظي بناتك وأولادك ، أشغليهم بالقرآن والسنة ، وعلميهم الآداب الفاضلة ، والأخلاق الكريمة ، الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المؤمنون ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) أنتم لحمة واحدة ويد واحدة جمعكم الله على هذا الدين بعد إذ كنتم فتا ، وقلوبكم شتى ، فاحمدوا الله الذي جمع العربي والأعجمي ، على هذا الدين وأنعم عليكم بنعمة الدين ونعمة الأمن والصحة والعافية وصلوا وسلموا على من بعثه الله رحمة بكم اللهم صلِّ وسلمْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ، وارضَ اللهم عن صحابتِهِ، الذين عملوا بسنتِهِ واهتدوا بهديه. اللهم أصلحْ ولاةَ المسلمينَ، وأعزَّ من أعزَّ الدينَ ، وانصر إخواننا المضطهدين ، في كُلِّ مكانٍ ياربَّ العالمين ، عيدكم مبارك وسعيد ، وعساكم من عواده ، وتقبلَ اللهُ منا ومنكم وغفرَ اللهُ لنا ولكم ، وكلَّ عامٍ وأنتم بخيرٍ .
