العـــــــــــيد للشييخ حسن حسين جواد الحميري-شيخ مشايخ حمير

العـــيـد
الشيخ حسن حسين الجواد الحميري\شيخ مشايخ حمير
كان العيد نتيجة ملاحظات الانسان بتكرار ذات الامور والوقائع المناخية والطبيعية في اوقات محددة او غير محددة كهطول الامطار او جني الثمار في مواسم معينه. وكان لتطور علم الفلك اثر كبير في ذلك ..اذ كان هذا العلم من اوائل العلوم التي اولى الانسان رعايته لها لماله تاثير في حياته ومعيشته المرتبطه بالطبيعه وبالذات اثر الطقس و السماء..لذلك نال حيزا مهما من عنايته لماله من علاقه بموارد الطبيعه ..ولذلك كان موضوع الليل والنهار والشمس والقمر والخسوف والكسوف وتكامل البدر والفصول الاربعه والحر والمطر وتكرار هذه الظواهر وغيرها من الامور المهمه التي شغلت ولازالت تشغل بال الانسان حتى الوقت الحاضر..فهناك فصول حاره واخرى بارده واخرى ممطره واخرى معتدله..وفصول فيها تجف النباتات واخرى تظهر فيها ..وكان بعض هذه الظواهر يثير لديه الفرح كما ان بعضها يثير لديه الذعر والخوف.. فاخذ يقدس مثل هذه الضواهر والايام التي تظهر فيها..وابتكر انظمه لحساب الزمن والسنين حتى يمكن القول بان لكل امه او مذهب او دين حساب للوقت خاص بها فهناك حساب السنه العربيه والفارسيه وكذلك العثمانيه والتقويم الميلادي والهجري..وفي السنه القمريه فان الاشهر وبسبب كون الشهر القمري 28او 29 او 30 يوما نرى ان هناك فوارق تحصل بالايام ولاياتي الشهر في ذات ميعاده في السنه الماضيه والتي قبلها..وقد ورد في القران الكريم قوله تعالى( ان عدة الشهور عند الله ثلاثون يوما) ..فربما جاء شهر رمضان في شهر ايلول من هذه السنه الشمسيه ثم ياتي في شهر اب او حزيران من السنه القادمه اما في السنه الشمسيه فان الاشهر تاتي في ذات الموعد من فصولها.وسمي العيد عيد لغة لعودته وتكراره ..واصطلاحا دل على الفرح والمسره والاحتفال والانس واللعب واللهو ..وللعيد فوائد منها استذكار المناسبة واحياء لمفهومها واعلاء لماكنتها واظهار لقيمتها.وهومحاولة لتصفية المسائل الداخليه وازالة ما علق منها واحلال الوئام والصفاء بدل ذلك .. فهومحاوله مؤثره وفعاله في اجتماع الناس في جو مفعم بالفرح وسعادة ولزيادة اواصر المودة والمحبه واشاعة روح التفاهم والتعاون والالفه حيث ان معالجة المشاكل في اجواء التفائل والفرح تاتي بنتائج اوفر حظا واكثر قدرة على التقارب والتلاحم لما لهذه الاجواء من تاثير على النفس البشريه وكذلك للتذكير بان هذه العوامل الايجابيه هي التي ساهمت في نشوء المجموعه والمحافظه عليها والارتقاء بها ووسيله للتخلص من الشحناء والبغضاء كذلك فان العيد هو محاوله من المجموعه لتقييم وضعها العام ومحاولة الافراد لتقييم وضعهم الخاص ومحاولة الجميع القيام بادوار ايجابيه كمد يد العون الى الاخرين وكل حسب قدرته واستطاعته ..وكذلك هو للتمتع بيوم او ايام من السعاده والفرح بعد عناء فتره من العمل الجاد والمضني وللحصول على قسط وافر من الراحه بما يمكن الجميع من العوده الى الميدان الحياتي والاجتماعي بقدرة وفعاليه اكثر..كذلك هو فعاليه لاسدال الستار على ما مضى من ايام الحرمان المادي والعاطفي وبدا صفحه جديده من خلال العلاقات والممارسات الجديده بابدال ملابس الحزن بملابس الفرح وعلامات السعادة بعلامات الحداد وكذلك هو وسيله لاشعار المجموعه بوحدتها من خلال ممارستها لكرنفالات الفرح من خلال الاغاني والدبكات والرقصات .. والحقيقه ان الاعياد التي لها علاقه بالعقيده الدينيه من اكثر الاعياد قربا من النفوس من حيث الشعور بمشاعر الفرح والتعاون بخلاف الاعياد الاخرى كاعياد المهنه النقابيه التي تخص فئه معينه من الناس.. ويبدا العيد في البلاد الاسلاميه من خلال مراقبة الهلال فاذا ثبتت رؤيته اصبح اليوم التالي عيدا..وقد كان لفقهاء المسلمين رؤى مختلفه لوحدة العيد فمنهم من اخذ بوحدة الافق فيكون اليوم التالي عيدا لجميع المسلمين وفي مختلف بقاع العالم ومنهم من قال بتعدد الافاق فان اهالي منطقه شاهدوا فيها الهلال يكون اليوم التالي فيها عيدا .وذلك تطبيقا لقوله تعالى (من راى منكم الشهر فليصمه)وهناك شعائر تختص ببعض الاعياد مثل تقديم الطعام في عيد الاضحى ونحر الذبائح في عيد النحر وعبارات خاصه للتهنئه مثلا عيدا مباركا ، وكل عام وانتم بخير .. وجعلكم الله من عواده ..ولاننسى البغشيش يعطى للصغار ويسمى العيديه .. وكل عام وانتم بخير.