سيدنا محمد أم نبينا محمد....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سيدنا محمد أم نبينا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين:
فهذه رسالة لطيفة كتبتها إستجابة لما طلبه مني بعض الأصدقاء -حفظهم الله تعالى-حيث كنا مع بعض من يدعي التصوف
فلامني بشدة لماذا لا أقول (سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم) فجرت بيني وبينه مناظرة ,-وقد انتهت ولله الحمد بإذعانه وتسليمه-وكان من جملة ما قلته له وهو الباعث على ما قلته وكتبته (أنا لا أنكر على من قال سيدنا محمد بل هو سيدي وسيدك وسيد الأولين والآخرين وإنما أنكر على من ينكر إقتصارنا على قولنا (نبينا محمد) ونحن بذلك نتمشى مع مقتضى العبادة والاعتقاد واللغة التي نزل بها القرآن والسنة).
وإليكم البيان:
أولا:الكلام في مقامين:
الأول:مقام الإخبار.
الثاني:مقام التعبد والإقرار.
فعلى الأول :لا نشك طرفة عين أبدا أن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو سيدنا بل سيد ولد آدم ولا فخر .
والأدلة على ذلك كثيرة جدا ,كقوله عليه السلام (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) ,وكقوله (الجنة حرام على الأنبياء حتى أدخلها) .
فهذا خبر من الصادق المصدوق وجب علينا تصديقه وليس فقط هو سيدنا بل هو خليل الله كإبراهيم عليه السلام وحبيبنا
وقائد الغر المحجلين وهو سيد الفصحاء وخاتم الأنبياء وهو الماحي والحاشر والعاقب والمقفى .
فهذه أخبار أيضا .
الثاني:مقام التعبد والإقرار:
والعبادة توقيفية بمعنى أنها أمور غير معقولة المعنى فتكون مقصورة على النصوص أي موقوفة على إجازة الشارع
لها لأن العقل قاصر عن إدراك ما يحبه الله تعالى ويرتب عليه الثواب مما لا يعقل معناه ,قال مالك رحمه الله تعالى (من زعم أن في الدين بدعة حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة لأن الله تعالى قال(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
ومن تلكم الأمور الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكره عليه السلام ,فمن أراد أن يخبر بأنه سيد فليخبر
ومن أراد أن يتعبد الله بالإقرار بكونه سيد ولد آدم فقد وقع في البدعة ,لأن الله لم يتعبدنا بسيادته عليه السلام أي بكونه سيدا وإنما تعبدنا بنبوته عليه الصلاة والسلام ,فمن قال (سيدنا محمد)تعبدا ,فقد وقع في البدعة (ونحن لا نبدع من قال ذلك ,لكن لاترمي الآخرين بالحجارة وبيتك من زجاج) ومن قال (سيدنا محمد)إخبارا كما هو أخبر عن نفسه فقد أصاب وسأوضح الفرق بين النبوة والسيادة من خلال النقاط التالية:
1-هل النبوة منصب إلاهي أم منصب غير إلاهي ؟
منصب إلاهي بلا أدنى شك.
2-هل السيادة منصب إلاهي أم منصب غير إلاهي؟
منصب غير إلاهي فالناس يسودون من شاؤا ولا ينبؤن أحدا (أي يجعلونه نبيا).
3-فأيهما أفضل:اللقب الذي يلبسه الله لمن اصطفاه من عباده أم اللقب الذي يلبسه الناس لمن شاؤا؟
لا شك أن اللقب الذي يلبسه الله لمن اصطفاه من عباده وهو النبوة أعظم بل لامقارنة .
إذن :لماذا تشغبون علينا عندما نقول (نبينا محمد) !!إذن أنتم تنقصون من قدر نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
لاجواب منهم إلى يوم القيامة.
4-لم نكتفي بعد.لو قال النصراني أشهد أن سيدنا محمد هل يسلم ؟
لا :لايسلم لأن محمدا سيده بالفعل .
5-لو قال النصراني أشهد أن نبينا محمد هل يسلم؟
نعم يسلم .لأنه أقر بنبوته فلزم عليه الإقرار بالوحدانية لله وبتصديقه عليه السلام.
فكيف يكون اللفظ (سيدنا)الذي لا يحقق الدخول في الإسلام أفضل من لفظ (نبينا)والذي يحقق الدخول في الإسلام وبالتالي الجنة.
6-هل يسأل الإنسان في قبره ,من نبيك أم من سيدك؟؟
يسأل من نبيك .
إذن كيف يكون اللفظ (سيد)الذي لا ولن ولم يسأل عنه الإنسان في قبره ويوم القيامة أفضل من اللفظ الذي سيسأل ولابد
عنه في قبره ويوم القيامة.
7-هل لفظ النبي خاص أم مشترك ؟
خاص .حيث يدل على معصوم يوحى إليه.
8-هل لفظ السيد خاص أم مشترك؟
مشترك بل حتى الكفار والمنافقين يقال لهم (السيد فلان وسيدنا فلان ),وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لالا تقولوا
للمنافق سيدنا فإنه إيكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم).
إذن :كيف يكون اللفظ المشترك والذي يطلق على الرعاع والسفل من بني آدم أفضل من اللفظ الذي لا يصح إطلاقه إلا على صفوة الله من خلقه.
9-لو أن أحدا من الناس نفى السيادة عن أحد من الناس فما حكمه؟
لا شئ عليه في ذلك ,
10-لو نفى النبوة عن نبي من الأنبياء كإدريس مثلا فما حكمه؟
كفر إجماعا.
فكيف يكون اللفظ الذي ينفيه الشخص ولا تتأثر عقيدته بنفيه أفضل من اللفظ الذي إذا نفاه الشخص كفر علىالفور.
11-ما هي العلاقة بين السيد والنبي؟
العموم والخصوص المطلق .فكل نبي سيد وليس كل سيد نبي .
فكيف يكون اللفظ العام أفضل من اللفظ الخاص.
12-لو أن رجلا مسلما في الأصل قال :محمد صلى الله عليه وسلم ليس نبيي,فما حكمه؟
كفر إجماعا بلا امتراء.
13-لو أنه قال(محمد صلى الله عليه وسلم ليس سيدي .؟فما الحكم؟
لو قصد أنه ليس مملوكا له صح ,ولو قصد تكذيب الخبر (أنا سيد ولد آدم ولا فخر)فهو ضال منحرف ولا يكفر بذلك لأنه لم ينكر شيئا من ضرورات الاعتقاد.
إذن كيف يكون اللفظ الذي إذا أنكره قائله لم يكفر وفيه التفصيل أفضل من اللفظ الذي إذا أنكره قائله ارتد والعياذ بالله
14-جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:ياسيدنا فقال عليه السلام(السيد الله تبارك وتعالى)صحيح.
ألا ترضون بهذا الإنكار النبوي !أم أنكم ستعلمون رسول الله ما يليق به وما لايليق -فيا عجبا-.
هداك الله-الرسول أنكر عليه تواضعا .
15-وهذه باقعة البواقع تزعمون أنكم تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتصورون منه الكبر ,نحن نقول أنه قال
ذلك تشريعا لا تواضعا ,لأنه لا يتصور منه الكبر بل هو عين التواضع أي أن التواضع متجسد في شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما -فنحن ندعوكم للاعتذار منا لأنكم تصورتم في نبينا ما ينزه عنه الصالحون -.
16-هل نقول في الأذكار أو في الأذان (أشهد أن سيدنا محمدا رسول الله )
لا نقول ذلك :بل يبطل الأذان بإضافة لفظة ليست منه وليس فيه أيضا نبينا .
نعم نحن نلتزم بالوارد في موارد الذكر التوقيفي,المتعلق بالصلاة والأذان ونحو ذلك.
17-قال قائلهم :لماذا لا نفض النزاع ونقول نبينا وسيدنا محمد ؟
نقول:هذا مخالف للبلاغة وأساسيات اللغة العربية ,لأن الجمع بين العام والخاص تكرار مخل بالبلاغة ولا مسوغ له
وسأضرب مثلا:لو قلت :للملك :أيها الأمير والملك ؟فإنه سيغضب .لإنك أتيت بعبارة تجاوزها فكل ملك أمير وليس العكس
ولوقلت العقيد في الجيش:أيها المقدم والعقيد .فسيغضب لأنك أنزلت رتبته من غير مسوغ فأصبح ذكر رتبته السابقة
من باب العبث والذي قد يفهم منه ما لا تحمد عقباه.
فقولكم(سيدنا ونبينا)مخالف للوضع اللغوي والأدبي واللياقي والشرعي والاحترامي .
18-الرسول عليه الصلاة والسلام قد أغاننا عن هذا الكلام كله حيث قال(أيها الناس لا يستهوينكم الشيطان ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلي الله إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله )رواه أبو داود.
19-ونزل إليه ملك فقال :يامحمد إن ربك يقرئك السلام ويقول :هل تريد أن تكون ملكا نبيا أم عبدا رسولا؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم(لا بل عبدا رسولا).فشرفه الله بالعبودية ولم يشرفه بالسيادة لأن مقامه أرفع من السيادة.
20-هل تحفظون أن أحدا من الصحابة كابي بكر أو عمر أو عثمان أو علي كانوا يقولون (يا سيدي) بل كانوا متفقين
على جملة واحدة وهي(يار سول الله ) فقولكم بتفضيل السيادة على النبوة خرق للإجماع من أوسع أبوابه وقد قال تعالى(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)
21-وفي صحيح البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض من الأنصار لما قدم سعد بن معاذ قوموا إلى سيدكم
فأنزلوه:ولم يقولوا.لا يارسول الله .ما عندنا سيد إلا أنت.فالشاهد :أن النبي صلى الله عليه وسلم أثبت السيادة لغيره
في حياته ولم يثبت النبوة لأحد في حياته وبعد وفاته الى يوم القيامة
وقد يقول قائل :إنهذه المسألة لا تستحق كل هذا الضجيج !
فأقول :فعلا وهو كذلك .حتى نحن نقول لبعضهم كما تشاؤن قولوا سيدنا أو حبيبنا أو غير ذلك فإنه كذلك
بأبي هو وأمي.ولكن ماذا نصنع بقوم ينكرون علينا قول (نبينا محمد صلى الله عليه وسلم)ولماذا لا تقولوا سيدنا
وهؤلاء مدعي التصوف أصبحوا بإنكارهم علينا عالة وسبة على بني آدم للأسف فانظر ماذا يصنع التصوف المزعوم
بمدعيه ورحم الله الشافعي حيث قال(لو أن رجلا تصوف في أول النهار ماجاء آخر النهار إلا وهو أبله)
وصدق -والله-.والله وحده هو الموفق للصواب.. [web]http://www.farhan-ali-qadri.com/[/web]
................................................................................ ...خنساء الجزائرrooose2
