منذ أيام و أنا أتابع الأحداث التي نقلت من إيران تذكرت ما مرت به الجزائر خلال سنين الجمر .
و سنين الجمر هنا ليست تلك التي عانت منها خلال فترة استعمار فرنسا لها ,
بل التي ذاقتها بأيدي أبنائها و بتدبير و تحريك يهوديين ووسط حملة تشهير من طرف الصحافة الشقيقة و الصديقة و العدوة. إنها العشرية السوداء.
فالجزائر بدأت المشوار أيضا بالانتخابات تلاه رفض لنتائجها عبر عنه بمسيرات سلمية انتقلت إلى أحداث شغب ثم بدأت الأحداث تأخذ مجرى مغاير تماما لما كان يطالب به المتظاهرون ووجدوا أنفسهم أقحموا فيما هو مخالف تماما لما تظاهروا من اجله و فيما هو ابعد و اخطر من ذلك,
و الدافع هو تغيير النظام و رفض الواقع و حرية الرأي و الديمقراطية و الأمر انه كان باسم الدين.
و كل الأحداث طبعا كانت تحت تغطية إعلامية اقل ما يقال عنها أنها فوق العادة و دفعت الجزائر ضريبة غالية من أرواح الأبرياء و أصبحت رمزا للجريمة و الإرهاب و أصبح أي جزائري يعامل في المطارات و في كل الدول قريبة أو بعيدة على انه إرهابي درجة أولى و لم يشفع له لا علمه و لا أخلاقه و لا حتى أمواله و ختم عليه بهذا الختم إلى أن وقع ما وقع.
و بإسقاط لما يحدث الآن في إيران – في بعض جوانبه- مع ما حدث في الجزائر يظهر نقاط مشتركة
فالسياسة التي اتبعت ضد الجزائر في وقت سبق تتبع الآن ضد ايران .
فهذا الموسوي و هؤلاء المتظاهرين – المدسوس بينهم من اليهود- يطالبون بأصوات عالية بالديمقراطية و تغيير النظام لكن الأصوات الخافتة الخفية لا يهمها الديمقراطية* و لا أي مطلب آخر بقدر ما يهمها نشر الفوضى و ضرب الإيرانيين بادي إيرانية كخطوة أولى .
فالموسوي لو كان يريد خيرا لبلاده لما اختار هذا التوقيت و لا هذا الأسلوب فهو إلى وقت قريب كان يطلب منهم مواصلة التظاهر مع إدراكه أن الأحداث ستأخذ منحى خطيرا كما لم يراعي المصلحة العليا لبلده و ما يفعله يعتبر هدما أكثر منه بناء .........
* من المفاهيم المشكوك فيها.