عرض للطباعة
[align=right]
.
.
.
.
تُفتح عينيه .. ويُغلقها بشدة .. وكأنه لا يريدها أن تُفتح ..
يجبر نفسه على الاستمرار في النوم، على سريره الذي يبلغ من العمر عتيّا ..
يقول في نفسه : صباح جديد .. اوووووه ..
ولكنه لم يكن صباحا في الحقيقة .. فقد كانت الساعة تشير الى الثالثة ظهراً ..
إذا هو بقايا يوم جديد ..
.
.
.
يُتبع ..
[/align]
[align=right]
.
.
.
نهض ( سعد ) من فراشه متثاقلا مترنحاً، اغتسل بسرعة شديدة، حتى ان المياه لم تغسل جلده جيداً ..
ثم سار ببطء شديد الى غرفة المعيشة في منزله الصغير ..
( ناصر ) .. الصبي الصغير ذو السنين الـ 10 ، كان جالساً على مائدة الطعام ويتناول ما تبقى من وجبة البارحة ..
سعد : صباح الخير ..
ناصر : مساء النور يبه .. تبي اسوي لك شي تاكله ..؟
.
.
.
يُتبع
[/align]
[align=right]
.
.
.
تجاهل ( سعد ) سؤال ابنه الصغير ..
فحمل ناصر كُرته وخرج من المنزل الى ساحة اللعب المقابلة ..
رمى بكرته على جدار احد المنازل المقابلة للساحة ..
ترتد اليه فيعيدها برمية قوية تتبعها رمية أخرى ..
اعتاد ناصر على مخاطبة الجدار عن طريق الكرة كلما أحس بضيق ..
فهو يرى في هذه العادة راحة مؤقتة وكانها مخدر موضعي .. ينسيه آلام لحظة .. وما ان يُزال حتى يعود الالم من جديد ..
كان هناك أولادا يلعبون في الساحة نفسها .. لم يشاطرهم اللعب يوماً .. فقد كان يرى بان الجدران أوفى الاصدقاء .. فهي لن ترحل الا مُكرهة !!
.
.
.
يُتبع
[/align]
[align=right]
شكراً لوليتا .. rooose2
[/align]
[align=right]
.
.
.
هذه المرة .. رمى بالكرة باتجاه الجدار بقوة شديدة .. علّها تنتزع معها من جبال الهموم بداخله شيئاً ..
ارتدّت الكرة بعيداً عن الجدار .. واستقرّت بساحة احد المنازل المقابلة للساحة ..
اتجه نحوها .. يجرّ رجليه جراً وينفث من فمه زفير الملل والتعب ..
تجاوز سور المنزل .. واقترب حتى امسك بها .. ولكن استوقفته رائحة شهية لبسكويت ساخن .. قد لا يكون أُخرج من الفرن بعد ..
رحل مع هذه الرائحة الى سنة مضت .. حين اعتادت امه المتوفاة ان تصنع له البسكويت الشهي ..
شعر لبرهة ان والدته تجلس خلف باب المنزل وتنتظر قدومه اليها ..
وتقدّم باولى خطواته نحو الباب ..
.
.
.
يُتبع ..
[/align]
[align=right]
.
.
.
في تلك الأثناء .. كان سعد مستلقياً على الارض ويشاهد التلفاز كعادته ..
فقد انقسم وقته بين النوم والتلفاز للانعزال عن العالم بهدف النسيان ..
فوق التلفاز كانت هناك صورة جميلة لزوجته " ام ناصر " ..
ان امعنت النظر بعينيه .. ستجد انهما متجهتان نحو الصورة .. لا نحو شاشة التلفاز ..
.
.
.
يُتبع
[/align]
[align=right]
.
.
.
اقترب ناصر من الباب ..
فكّر ان يفتحه .. ولكنه تراجع ..
تحرك خطوتين الى اليسار .. باتجاه النافذة ، بغية البحث عن البسكويت ..
الرؤية من النافذة لم تكون واضحة .. فاتجه الى النافذة التالية .. فالتالية .. فالتالية ..
الى ان وصل الى باب خلفي .. بدى له انه يقود الى المطبخ ..
استجمع قواه وفتح الباب ..
سار في ممر صغير .. قاده الى المطبخ فعلاً ..
رأى طاولة طعام صغيرة .. وزهورا بيضاء تهزو على الطاولة ..
وسلة البسكويت كانت هناك .. والرائحة تزداد روعة كلما اقترب بخطواته المرتعشة ..
يحدّث نفسه: قطعة واحدة بس .. بس قطعة واطلع !
امسك بقطعة البسكويت ..
والتفت نحو الباب وعاد من حيث أتى ..
.
.
.
يُتبع
[/align]
[align=right]
.
.
.
خرج من المنزل مسرعاً ..
ويلتفت اثناء هروبه الى الوراء في كل ثانية هرب ..
وعندما ابتعد عن ذلك المنزل لمسافة كافية .. أخذ ينظر الى قطعة البسكويت التي ازدادت سخونتها من حرارة يديه المرتعشتين ..
لم يفكر قط بأكلها .. فقد كان يراها كـ ذكرى مصطنعة لامراة كانت في الماضي حضناً دافئاً له ..
دخل منزله بهدوء حتى لا يشعر به والده ..
صعد الى غرفته .. بينما كان سعد لا يزال على حاله ..
.
.
.
يُتبع
[/align]
[align=right]
.
.
.
وضع ناصر قطعة البسكويت في درج مكتبه بعد ان غلّفها بمنديل ..
كانت ادراج مكتبه فارغة .. فهو لم يقرأ كتابا منذ وفاة والدته ..
كان قد توقف عن الدراسة .. بعد أن أهمه والده الذي لم ينجح بتجاوز مأساته ..
اعتاد ناصر على النظر الى قطعة البسكويت كل يوم ..
كما أنه اعتاد على مراقبة ذلك المنزل من بعيد .. كلما سنحت له الفرصة لذلك ..
.
.
.
يُتبع
[/align]