قاعدة البنا الذهبية

عبارة جميلة مورقة بهية سلسة تلامس النفوس وتأخذ بالألباب يرضاها ويقر بعدالتها العقلاء ويحتار بتفنيدها الجهلاء المخالفون لضربها والحاسدون لربها

ومع ذلك فقد حملها البعض مالا تحتمل وكبلوها بالأغلال وجعلوها صنو الضلال
فموقفهم منها :
كضرائر الحسناء قلن لوجهها**حسداً وبغضاً إنه لدميم
وما ذاك الا لأن قائلها أو متبنيها هو من اشتهر عنهم بالاعتدال وتفرد بعلو الهمة وأفنى عمره بالسعي لجمع كلمة الأمة ولكن لا يشفع له ذلك لأنه على غير نهجهم العملي (ان كان لهم نهج) ومنهجهم الفكري حتى وهو يعتقد معتقدهم ويدين بدينهم ولو شاء الله أن يقولها أو يشتهر بها أحد مريديهم لشرقوا بها وغربوا ولأعطوها منزلها الذي ينزلها اياه كل منصف!

انها قاعدة رشيد رضا الذهبية والتي تبناها واشتهر بها الشهيد حسن البنا رحمه الله مؤسس جماعة الأخوان المسلمين وتلك القاعدة تقول:
لنتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه
إن دعوة المسلمين بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم للتركيز على المتفق عليه والابتعاد عن المختلف عليه هو وسيلة من وسائل التقريب وتجميع للجهد ورص للصف ، لأن الأصل في العمل هو التعاون الاتفاق وليس الشقاق
يقول الحق سبحانه: ((ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ))
والإعذار هو كف الأذى عن بقية المسلمين عند الاختلاف في فرعيات الأمور أو أولويات العمل والحركة
فبالتعاون على المتفق والإعذار لبعض تزدهر شجرة الأخوة وتترعرع فتنمو شجرة العمل وتزدهر وتُعطي أطيب الثمر
وهذا ما كان سائدا في عهد القوة والتمكين وفي عهد الفقهاء الأعلام مثل مؤسسي المذاهب الإسلامية المعروفة
وهذه العبارة اشتهرت وصارت حجر الرحى بافتتاحيات خطب أغلب المؤتمرات فقد ابتدأ بها ملوك ورؤساء وأمراء ووزراء ودعاة في غالبية المؤتمرات كالمؤتمر الإسلامي والقمة العربية ولجان العمل على مستوى وزراء وعلماء ونواب وحتى الجمعيات الشبابية كالكشافة وغيرها وما ذاك الا لوسطيتها واعتدالها وعمليتها فلا يمكن الاتفاق التام وما لا يدرك كله لا يترك جله ولا يكلف الله نفساً الا وسعها والرسول صلى الله عليه وسلم يقول سددوا وقاربوا وكل ذاك في تلك العبارة الذهبية الجميلة:
لنتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه
فهل على الشهيد البنا رحمه الله أن يعتذر عنها ليرضي محملوا تلك العبارة ما لا تحتمل
إذا محاسني اللاتي أدل بها **كانت ذنوبي فقلي كيف أعتذرُ
رحم الله الشهيد حسن البنا ورزقنا حبه وحب كل شهيد في سبيل الله

ملحوظة: هناك من ينتقدها وينتقد قائلها أو الجماعة المشتهرة بها تقليداً لشيخ أو جماعة فليس معني من موضوعي هذا الا بالتنوير ان كان يبحث عن الحق ، أما جل الكلام فهو لمن لا شغل لهم الا تشويه هذا الداعية وذاك!!

تحياتي

أهلا بالاخ الحبيب أبي رغد ...


والذي كان لي من كلامه النصيب الأوفر :)


إلا إذا كنت ممن على راسه بطحه ...


فأقول وبالله التوفيق ...

إن تلك القاعدة التي أسميتها ذهبية ... ماهي بذهبية ... كما قال عنها العلامة ابن عثيمين رحمه الله ...

وإن كان قد فهمها البعض على أنها شئ طيب وحسن يدعو إلى اجتماع المسلمين ...

فإنها تحمل بين طياتها تفريق وتشتيت صف المسلمين ... بترك المخالف يصول ويجول وينشر خرافاته وترهاته ...


مما يؤدي إلى شق صف المسلمين ...


فاستمع يارعاك الله إلى كلام العلامة العثيمين رحمه الله والذي اشتهر عنه غيرته على السنة ودعوته لتوحيد .. مالم يشتهر بذلك محمد رشيد رضا رحمه الله ... ولاعرف به حسن البنا رحمه الله ... بل على العكس فالاخير كان يروي عن نفسه حضوره للموالد البدعية وتغنيه بابيات الشعر الشركية حين كان يقول :

هذا الحبيب من الاحباب قد حضرا = وسامح الكل فيما قد مضى وجرا


يعني به رسول الله صلى الله عليه وسلم ...


واليك فتوى العلامة العثيمين رحمه الله :

اقتباس:

---

سئل العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين كما في ( لقاء الباب المفتوح ) :
ما رأيك في القاعدة الذهبية "نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " ؟ وهل نعذر الشيعة والمرجئة ؟


الجواب:
[ هذه القاعدة الذهبية ليست قاعدة ذهبية! ، ولا يصلح أن تكون قاعدة! ، فما اتفقنا فيه فهو من نعمة الله عزوجل ،والاتفاق خير من الاختلاف، وما اختلفنا فيه ، فقد يعذر فيه المخالف ، وقد لا يعذر ، فإذا كان الاختلاف في أمر يسوغ فيه الاختلاف ، فهذا لا بأس به ، وما زال الأئمة يختلفون ، فالإمام أحمد ومالك والشافعي وأبو حنيفة كلهم يختلفون ، وأما إذا كان الخلاف لا يعذر فيه كالخلاف في العقائد ! ، فإنه لا يعذر بعضنا بعضا ، بل الواجب الرجوع إلى ما دل عليه الكتاب والسنة ، فعلى المرجئة وعلى الشيعة وعلى كل مبتدع أن يرجع إلى الكتاب والسنة ، ولا يعذر ، فهذه القاعدة ليست قاعدة ذهبية ! ، ولعلك تسميها قاعدة خشبية!!] انتهى كلامه - رحمه الله تعالى - .

---

تقبل مروري ... أسأل الله ان يغفر لي ولك ..

^
^
لا لا أنت من أهل الملحوظة:)

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من أئمة الهدى ان شاء الله ولكن انظر الى صيغة السؤال الموجه له!!!

أخي منصور هناك فئة متلبسه ومتسمية بالسلف أكثرنا يعرفهم ألبس عليهم الشيطان فصرفت همتهم الى البحث عن مثالب العاملين للدين وأخذوا على عاتقهم تشويه صورهم بحيل شيطانية من أكثرها تلبيساً على العامة هي سؤال المشايخ الثقات بطرق تدفعهم لقول تضم بعض جزئياته ما يوافق أهدافهم فيأخذون هذه الجزئية ينشرونه بين العامة على أنها رأي الشيخ بهذا الداعية أو منهجه..

فهم هنا لم يكتفوا بسؤال الشيخ ابن عثيمين عن العبارة بل ربطوا الإعذار بالشيعة والمرجئة!!!

ولو رأينا جواب الشيخ فهو مدح الإتفاق أولاً وقال عن اعذار المخالف انه حسن في بعض الأمور ودلل على اختلاف الأئمة ثم قال بعدم اعذار المخالف بالعقيدة وهنا لا أدري هل يفهم من العبارة مجرده أنها تعني اقرار الكفار على كفرهم مثلاً:za3lan:
وهل الشهيد الداعية وابن المحدث ومنشئ أكبر جماعة اسلامية معتدلة يقر العقائد الباطلة أم هو يريد تقديم التعاون بالمتفق عليه على الوقوف عند المختلف فيه كما هي سيرته التي أوصلت الى استشهاده بأيدي من لم يصبروا علىا نهجه الذي جمع عليه القلوب وأحيا به الأخوة الدينية؟؟؟

أخي منصور تعرف انتشار عادة التدخين بمجتمعاتنا وتعرف بنفس الوقت حرمتها فهل نمتنع عن التعاون مع المدخنين بأمور فيها فائدة عامة بحجة أنهم مدخنين!!؟؟

بل حتى الشيخ نفسه يجيز التعاون مع الكفار الصرحاء وليس المرجئة أو الشيعة في ما ينفع الانسانية فكيف بمن دونهم!!

بل أنت وأنت ترد مفنداً قاعدة البنا بالتعاون تجد نفسك مضطراً الى تطبيقها في عملك وحياتك وحتى بعالمك الافتراضي هذا كمشرف في موقع ليس كل من معك يحمل نفس أفكارك وحتى عقيدتك ربما!!

فلا يجب أن تعصم آراء العلماء مهما كانت ثقتهم فهم بشر يعتريهم النقص وتغير الأمزجه والأحوال فليس هناك من قوله حق دائما الا الرسل المعصومين فالشيخ ابن عثيمين وابن باز وسلمان نفسه وحتى ابن تيمية المجدد التقي الزاهد العامل نتبعهم بعقولنا ونأخذ ونرد دون تسليم الصوفيه لمريديهم فكم وكم من الأقوال التي ردوا هم عنها غير عن ما خالفوا بها غيرهم وكان الحق مع سواهم بل أن الشيخ سلمان ألف كتاب كامل رد على الشيخ الغزالي ثم تراجع عنه بعد سنين بل ان بعض الفتاوي صارت فتنة وهكذا!

فالقاعدة ذهبية وصحيحة سواء من قالها رشيد رضا أو البنا أو حتى متظري:)

تحياتي