[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
من نفائس اللغة أنها شكلت لنا مجموعة كلمات
ك/الصمت -ك/الكلام - ك/الوفاء - ك/الخيانة -ك/العطاء ..الخ
في مقال عاجل لن يتمكن القلم من تأدية واجبات الطاعة باتجاه الورقة
لينغرس فيها كرمح ..بل سيكون عابراً طيف وحلم وفارس مقدام..
وعن الصمت والكلام .. كان له جولة عسى أن تنفعنا في دنيانا وآخرتنا
وديننا ..!
عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم قال :
( رحم اللهُ امرأً ملكَ فضلَ لسانِه، وبذلَ فضلَ مالِه)
وعنه عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال :
( من كان يؤمن بالله واليومِ الآخر، فليقلْ خيراً أو ليصمت )
وقد أجاب معاذ بن جبل حينما سأله: وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّمُ به ؟ فقال:
( ثكلتك أمُّكَ يا معاذُ، وهل يكبُّ الناسَ في النارِ على وجوهِهم إلاّ حصائدُ ألسنتِهم )
وقال عليه افضل الصلاة والسلام : ( المسلمُ من سلمَ المسلمون من لسانهِ ويدهِ)
ما أروع وأنفع السيرة النبوية العطرة في الصمت والكلام ألهذه الدرجة حريص علينا
يارسول الله حتى تحذرنا من شرور ألسنتنا .. ألهذه الدرجة رؤوف بنا حتى تضع لنا
منهجاً لا يزول الى يوم الدين .. بأبي وأمي أنت ياحبيب الله ..
من أجمل القطوف والرقائق في الصمت والكلام قيل :
قال أحدُ جُلساءِ سليمان بن عبد الملك: ما أدري يا أميرَ المؤمنينِ، أيُّهما خيرٌ في مجلسِكَ: الكلامُ أم السكوتُ؟ فقال: الكلامُ فيما يعنيكَ خيرٌ من السكوتِ عمّا يضرُّكَ، والسكوتُ عمّا لا يعنيكَ خيرٌ من الكلامِ فيما يضرُّكَ.
وقيل أيضاً :
الندمُ على السكوتِ خيرٌ من الندمِ على الكلامِ. وقيل: الصمتُ حِكَمٌ، وقليلٌ فاعلُه.
و عن أبي إسحاقَ الفزاريّ قال:
كان إبراهيمُ بن أدهمَ يطيلُ السكوتَ، فإذا تكلّمَ انبسطَ،
فقلتُ له ذاتَ يومٍ: لو تكلّمتَ!
فقال: الكلامُ على أربعةِ وجوهٍ: فمنه كلامٌ ترجو منفعتَهُ، وتخشى عاقبتَهُ، فالفضلُ منه السلامةُ، ومنه كلامٌ لا ترجو منفعتَهُ، ولا تخشى عاقبَتَهُ، فأقلُّ ما لك في تركهِ خفّةُ المؤونةِ على بدنِكَ ولسانِك، ومنه كلامٌ لا ترجو منفعتَهُ، وتخشى عاقبتَهُ، وهذا هو الداءُ العُضالُ، ومن الكلامِ كلامٌ ترجو منفعتَهُ، وتأمنُ عاقبتَهُ، فهذا الذي يجبُ عليكَ نشرُهُ. قال: فإذا هو أسقطَ ثلاثةَ أرباعِ الكلامِ.
وكذلك من أجمل القطوف التي قرأتها في الكلام والصمت هذا السطر :
سمع بقراط رجلاً يُكثرُ الكلام، فقال له:
إنّ اللهَ تعالى جعلَ للإنسانِ لساناً واحداً وأُذنين؛ ليسمعَ ضعفَ ما يقولُ.
وقيلَ أيضاً :
من ضاقَ صدرُهُ اتّسعَ لسانُه، والمكثارُ كحاطبِ ليلٍ، وحاطبُ الليلِ ربّما نهشته الحيّةُ،
أو لسعته العقربُ، والذي يكثرُ الكلامَ، يأتي بالخطأِ ولا يدري.
إذن من السيرة النبوية العطرة ومن كلام الحكماء يستحسن بنا كف ألسنتنا عن الآخرين
و تهيئتها للقول السديد في الموضع المريد فإن الكلام حشواً لا ينفع فالصمت عنه أنفع
وكثرة القيل والقال تذهب بالحقل و الثمار .. وتوقع البلاء في الابدان والحال..
والذي بعثك بالحق يارسول الله صلى عليه وسلم لم يعد لنا عمل سوى الثرثرة وآخر
مبتكراتها الثرثرة الالكترونية صفحات كبيرة وكثيرة لا تعد ولاتحصى بعقولنا و ايدينا
نكثرها و نحملها الى الموازين ونضعها في الكفتين ..لدى رب العباد ولا نخشى من انتقام
الله تعالى ولا نتذكر يوم الحساب فويلٌ لنا و الويل لنا إن لم نسارع بتوبة عاجلة غير آجلة..
[/align][/cell][/table1][/align]
