باحثين كتبوا في آل الدندش
المقتبس صفر 1326هجرية
الموافق آذار 1908 ميلادية
كتب جرجي سر سق
م3 ج2
عرب الدنادشة
يبحث بعض العلماء, عن اصل قبيلة الدنادشة,الساكنة في متصرفية طرابلس الشام,متشوقين لمعرفة أخبار حقيقية عنهم, فأتحفني بعض سكان تلك الجهات بالتفصيلات الآتية:
كان جد عشيرة الدنادشة من اليمن,جاء البلاد الشامية, ونزل حوران,منذ ثلاثماية عام,وساد على تلك البلاد, حتى لقب بال فحيلي. وأكره العريان الضاربة خيامها هناك,أن يدفعوا له "خوة" ومنع العرب من غير حيه من المرور بأراضيه , إلا إذا دفعوا له رسوما مقطوعة من المواشي.
ولقد أهان مرة احد مشايخ عشيرة من العرب تدعى المساليخ من الحسيني,فاغتاظ هذا وعمل مكيدة,فأتاه يوما وعرض عليه حضور جميع شيوخ عشيرة الحسني, ليعطوه عهدا بالخضوع له,فقبل بذلك , ولما وصل القوم ,هجموا عليه وذبحوه في بيته,وفتكوا بجماعته , ونهبوا متاعهم, وفر من بقي منهم واتوا إلى جهات قضاء حصن الأكراد ,وسكنوا في مكان يدعى إلى الآن برج الدنادشة , وهو فوق تلكلخ مسكنهم الحالي, وكان آنذاك مأهولا بجماعة من المتاولة والتركمان, فطردوهم واستولوا على محالهم, ورئيسهم يدعى الشيخ إسماعيل , على جانب عظيم من البسالة والشجاعة , فأعطته الحكومة لقب آغا ووهبته خمس قرى وهي: الفتا يا والحوز, ومدان ,وحير البصل, والموح, التابعة لقضاء حمص , وبموجب فرمان من السلطان ,محمد خان الرابع, عهد لإسماعيل آغا وجماعته,المحافظة على تلك النواحي.
أما لقب دندشلي,فقد سماه به التركمان,ممن لا يزال لهم بعض قرى يسكنونها في القضاء المذكور, وذلك إن إسماعيل آغا كان يتقن زينة خيوله ,ويجللها بأقمشة لها أطراف ودنا دش, .
وبعد أن سكنوا مدة قرن في تلكلخ ,رجع احد إخوان إسماعيل آغا مع قسم من قبيلته,إلى حوران ,وبقي فيها , واسم عشيرته الفحيلية, وفي كل سنة يأتي من حوران جمع من الفحيلية ,لزيارة الدنادشة في ديارهم, ويتوجه أخر من تلكلخ إلى حوران,و "دندش" الساكنون في جهات الهر مل" (منطقة في لبنان), ليس لهم قرابة مع دنادشة تلكلخ, فهؤلاء سنة, وألئك شيعة.
تم ظهر ثلاثة أخوة من الدنادشة لهم شهرة مستفيضة, واسم احدهم حمزة آغا, والثاني إبراهيم آغا , والثالث حمود آغا, فأحبوا تقسيم أملاكهم لمنع الشقاق بينهم, فالقوا قرعة فتفرقوا ,فبنى حمزة آغا محلا وسكن فيه ودعاه باسمه ,أي مشتى حمزة, وسكن إبراهيم آغا قرية تلكلخ, وسكن حمود في محل سماه مشتى حمود,وأسماء هذه المحال التي أصبحت الآن عامرة بذريتهم, مافتئت باقية إلى اليوم, وكل من هؤلاء الثلاثة , أصبح مديرا لأملاكه. ولكل قرية الآن، من هذه القرى رئيس من نسل الأخوة الثلاثة الأكبر.
وأكبرهم ورئيس الجميع يسكن تلكلخ لأنها أهم منازلهم,وهي واقعة إلى جنوبي قلعة الحصن ,مركز القضاء الآن, تبعد عنه نحو ساعة على طريق العجلات, الممتد من طرابلس الشام إلى حمص,أما مشتى حمزة ومشتى حمود, فموقعاهما شرقي تلكلخ وعلى مسافة ساعتين منه.
ورئيسهم في تلكلخ ,هو على جانب عظيم من الكرم ودماثة الأخلاق, محب للفقراء والمحتاجين, بيته مفتوح الأبواب, لكل من يقصده, وهو عبدا لله آغا , وله من العمر نحو الستين أو أكثر, ومنازل الاغوات مبنية على النسق الجديد,ومنها ما كلف ألوفا من الليرات الذهبية , وأملاك الدنادشة كثيرة ومتسعة, لاسيما أراضيهم في سهل البقيعة المشهور بخصبة, وأكثر خبزهم من طحين الذرة الصفراء, وقلما يستعملون دقيق الحنطة, ولكل من الاغوات مضافة , لقبول الزائرين , ومن عاداتهم , أن لا يتناولوا طعامهم مع حريمهم, بل يأكلون في مضافا تهم, وجد بها ضيوف أم لم يوجد.
ولهم ولع عظيم بركوب الصافتات الجياد,يعنون كثيرا بتربيتها , وقل فيهم من لا يركبها ويتفنن فيها, وعند محمد بك الدندشلي, صاحب بيت في تلكلخ , فرس أصلها حمدا نية زرقاء اللون , لا يبيعها لو دفع له فيها خمسمائة ليرة عثمانية ذهبية, وعند ركوبهم يحملون الرماح والسيوف , وفي أعراسهم يدقون الطبول , وينفقون على خيولهم وأفراحهم نفقات باهظة, وفي حكم محمد خان الرابع الذي جلس على تخت السلطنة سنة 1059 منحهم فرمان يملك القرى المذكورة أنفا. انتهى النص
تحليل النص
ما كتبه كل من: جرجي سر سق, ووصفي زكريا ,وإبراهيم ابن محمد علي باشا" والي مصر , عن الدنادشة يعتبر مصدرا موثوقا, من مصادر البحث العلمي .لكونهم ,"شاهد عيان" كتبوا مشاهداتهم الشخصية وما رأوه بأم أعينهم وسمعوه بأذانهم.
وأما بالنسبة لما كتبه جرجي سر سق في آذار 1908: المعلومات التي قدمها بقيت محافظة على الجوهر, ونقل بأمانة ما سمعه وما شاهده ,لكنه لم يجهد نفسه في التحقيق بالآثار التي تدخلها الذاكرة والراوي, في التفاصيل الجزئية والتواريخ والتسلسل الزمني .
1- نحن لسنا قبيلة ولا عشيرة, نحن بيت من البيوتات العربية العريقة, المنتمية إلى الضياغم, هاجر هذا البيت على خلفيلت حروب الضياغم,
2- شمر العراق, وشيوخهم على الأخص لديهم معلومات دقيقة ووافية عن الدنادشة, فكانت هناك مراسلات بين عمي عماد الدين الابراهيم الدندشي , و الشيخ محسن أبو طبيخ, فد فقدتها للأسف, ولكن مضمونها يتحدث عن اراضيتا في العراق والمناطق التي كانت تحت حمايتنا, واتذكر انها كانت على هضبتين يمر بينهم طريق الحرير , ونتقاضى رسوما على المرور وإصراره على زيارتنا العراق , واعتقد أن الملك فيصل ومحسن أبو طبيخ أوفدوا نوري السعيد السياسي العراقي المعروف عند عمي عبد الكريم الدندشي في تلكلخ, وقضى ثلاث ا يام على علاقة بذلك.والتي أحيطت بسرية تامة.
الحادثة التي رواها المؤلف, لكنه معروف لدينا أن ولدي "دغيم" أو"ضغيم" عبود وفحيل , جاؤوا من الموصل إلى حوران واستفحل أمرهم, وسادوا المنطقة كما روى المؤلف, وغدر بهم؟؟ وهنا داخل المؤلف بين عرب المساليخ وبين الحسنة, وعلى العموم عتم اجدادنا على هذه الحادثة
3- وعبد الله العمر , الذي أشار إليه المؤلف من مواليد 1759 توفي عام1818م هو عبد الله ابن عباس ابن إبراهيم ابن عزائم ابن عبود ابن دغيم ,وكان اكبر القوم سنا, وأفضل تعريف له هو أنه في بنغلادش وجد سبيل ماء باسمه ,صوره احد سكان بنغلادش والعامل في المملكة,. سأنشر صورة السبيل عند وصولها, وعلى الغالب أقامه احد الذين أكرمهم الدنادشة وكبيرهم سنا عبد الله , من تلك البلاد, وعلى العموم في سنة المجاعة عام 1941م والمعروفة باسم "سفر برلك" كانت مضافات الدنادشة - وبلغتنا منا زيل جمع منزو ل - مفتوحة على مدى 24 ساعة تقدم الطعام والشراب للوافدين والجائعين, وتتناوب الخدم رجالا ونساء على إعداد الخبز والمناسف والذبح.
4- وللفرس الحمدانية التي ذكرها المؤلف قصة طريفة , في استعادتها من سارقيها, سأسردها فيما بعد , واهم مرابط الخيول: الجلف, العييات, وخيول الدنادشة معروفة بأصالتها العربية, ولها حضور متميز في السباقات التي تجري في بيروت, وتحفظ باسمهم, وكانوا يروضون بعضها لعروض الفروسية, والبعض للسباق, وفي الخمسينات كان لدى الدنادشة سبع عكيدات كل عكيد يقود سبع فرسان, مدججين بالسيوف والرماح يقودهم بحركات فروسية وكأنهم رجل واحد, واليوم تخلوا عن تربية الخيول وافتناها الآخرون, وذهبت حياة الفروسية
الصورة عام 1919في قصر الملك فيصل بدمشق
اسعد الدندشي بن محمد بن إبراهيم بن عزائم
بن عبود بن دغيم
الصور عام 1962
الفارس مزيد الجاسم الدندشي
والفرس من الجلف
لم تتلصق الصورة ؟؟؟