البداوة والحضارة ليست بالاصل أو النسب كما يقال بل هي نمط حياة معينة أجبرت صاحبها على التعايش معها فهناك من هم أخوة أو أبناء عمومة يكون أحدهم بدوي والآخر حضري كل حسب ما أجبرته الظروف على العيش بها .
في وقتنا هذا أختلطت المسميات وضاعت المفاهيم حيث يقال لكل من يكون آخر أسمه قبيلة مثال " محمد الشمري " أنه بدوي وكل من آخر أسمه عائله مثال " عبدالله المهيني " أنه حضري رغم أنهم ينتمون الى نسب واحد وقبيلة واحدة كما لة تلاحظين أن البعض الآن يطلق على أهل العراق بأهل الشمال بينما في السابق يطلق على أهل الشمال من هم شمال نجد وضمن حدودها .
أذن البدوي هو الانسان المتنقل حسب ما تستدعي حاجته والحضري هو الانسان المستقر ، وفي ظل الظروف الحالية والتقسيمات الحدودية لا يوجد بدوي بمعناه الحقيقي بل هناك " هاوي للبداوة " وأعتقد بأن الجميع أصبحوا حضر أذا ما نظرنا الى القوانين والاعراف التي تراعي بها الدولة مواطنيها .
وبهذه المناسبة أهديك وأخوتي القراء هذه القصيدة للامير بندر بن عبدالمحسن :
يا بنت انا للشمس في جلدي حروق
وعلى سمـوم القيـظ تزهـر حيــاتي
أطـرد ســـــراب اللال في مرتــع النــــوق
ومن الظمي يجرح لســـاني لهـــــاتي
عـاري جســد والليـل هتــان وبـروق
دفــاي انا والبــــــرد ســـمـل العبــاتي
إن عــذربوني بعض خــلاني صـــدوق
يا بنت انا عشـق الخلا من صفاتي
انا بدوي ثوبي على المتــــن مشقـــــوق
ومثل الجبـال السمـر صبـري ثبـــاتي
ومثل النخيـل خلقت انا هامتي فــوق
مااعتدت احنى قامتى الا بالصلاتي
واليا افتخر بافعــاله من الناس مخلوق
يا بنـت انا فعـلي شهــــوده عــــداتي
الله خلقني وكلمــــــة الحـــــــق بوفـــوق
وملكت الارض وراس مالي عصاتي