فيما مضى كنت ممن يعتبر النقد أو البحث عن الأخطاء لأخذ العبرة والعظة هو التصرف السليم لمعالجة الوضع السيء أو الممارسة الخاطئة أو السلوك المنحرف
وكنت أمارس تلك السياسة وأسير على ذلك النهج دون أن أصل إلى الإصلاح المنشود ودون أن أحقق أي نجاح يذكر في تقويم تلك الأخطاء
ومع ذلك واصلت السير على نفس منهاجي ليقيني بأن تذكر الخطأ أفضل من نسيانه على الأقل حتى يكون ماثلاً أمامي فلا أقع فيه مرة أخرى
واكتشفت أنني أسير في مكاني فلم أتقدم خطوة واحدة بل ربما صرت في المؤخرة بسبب ذاك الإعتقاد !!
حينها أدركت أنني أجلد ذاتي بذاتي وأنني أحرم نفسي لذة التقدم والسير بخطوات كبيرة وواثقة إلى الأمام لمجرد الخوف من الوقوع في الخطأ أو تكراره !!
تفكيري كان سلبياً ومتشائماً وصنع مني إنسانةً متشائمة لايمكنها أن تتعايش مع ماضيها فضلاً عن واقعها فكيف ستفكر في المستقبل إذاً !!؟
أدركت أنني بهذا التفكير السلبي والمتشائم أخلق حولي جواً مشحوناً باليأس والاحتضار والخوف وأجعل من حولي ربما يشمئز ويتضايق كلما قرأ لي حرفاً أو سمع مني حديثاً لأن تفكيري سينعكس على أفكاري ومنها على حياتي وبالتأكيد سيؤثر ذلك فيمن حولي
في كل مكان
في المنتديات وفي الصحف وفي شاشات الفضائيات في أي مكان تتابع فيه كتّاباً ومفكرين فإنك تجد في ذهنك انطباعاً خاصاً بذاك الكاتب عن غيره !!
فهذا مثلاً تشع في كتاباته روح التفاؤل حتى وإن كتب عن الخطأ فهو يكتب عنه بطريقة تجعلك تشعر أن ذلك الخطأ أقل وأحقر من أن نتوقف عنده ونستهلك وقتاً وجهداً للبحث فيه
هو إيجابي ومتفائل بحيث أنه يتجاوز الأخطاء والعثرات القديمة ويركز جهده وطاقته في السير قدماً ومراقبة طريقه والعقبات التي ستواجهه ليعالجها في حينها
وهذا عادة هو الفرد المنتج والفعال والمؤثر في الأمة
بينما هناك من تجد روح التشاؤم واليأس والقنوط تسيطر على تفكيره فيجعل همه هو التركيز على الأخطاء والبحث والتنقيب عنها ويكرس وقته وجهده لمعرفة أسبابها بينما لو نظر حوله لوجد أن تلك الأخطاء لاتزال تُمَارس والسبب أنه انشغل عن معالجتها بالتفكير في ماضي أخواتها !!
وبالتأكيد لن يصل إلى الحل !!؟
فلماذا نجعل من أخطاء الماضي حجر عثرة تعوق تقدمنا !!
لندع الماضي للماضي ولنركز على حاضرنا ومستقبلنا !!
نعالج مشكلات الحاضر ونخطو نحو إنجازات المستقبل لندرك النجاح والتقدم
ولنكن أكثر تفاؤلاً
فالتفاؤل منهج نبوي لايأتي إلا بخير
دمتم متفائلين وإيجابيين