قصائد في رثاء أمير الكويت
بحر الكويت / شعر: د. حصة سيد زيد الرفاعي/ القبس 17-1-2006م
يأبى الأسى ان يستحيل قوافيا
ويشيح حرفي عن رثائك باكيا
ما كنت احسب ان اقول قصيدة
في غير عودك سالما متعافيا
يا من غمرت العالمين بنعمة
وأقلت عثرات الشعوب مواسيا
كنت الحكيم اذا الخطوب تعاورت
اطلقت جودك سلسبيلا صافيا
كنت الحليم اذا تمرد جائر
واذا سعى للعفو دأبك عافيا
ما كان ضعفا ان تسامح مخطئا
بل كان فضلا سابغا وتساميا
ان العروبة في ضميرك واقع
يروى وليس تغطرسا وتعاليا
لم تطلب المجد الرفيع وانما
اهدى إليك المجد ثوبا ضافيا
ان الكويت غدت بعهدك واحة
للمستجير ومن تطلع ساعيا
نحو الكرامة نحو ارض حرة
تبقى بوجه الظلم درعا واقيا
ان الكويت غدت بعهدك موردا
ثرا لمن يرتاد نبعك صاديا
من كل ارجاء البسيطة اقبلت
تلك الجموع تريد عيشا هانيا
ففتحت ابواب العطاء لطامح
قد كان من ضيق الحياة معانيا
ومغامر تاهت مرافئ عمره
فغدا له بحر الكويت مراسيا
علمتهم معنى الوفاء لأمة
صنعت من الحلم البعيد معانيا
ستظل تبكيك الكويت جميعها
يا من ذرفت الدمع فيها آسيا
برجالها ونسائها.. أطفالها
أو كيف ننسى قائدا متفانيا
سيظل هذا البحر شاهد حقبة
تختط في التاريخ عهدا زاهيا
ولسوف يبقى «جابر» بقلوبنا
وبخاطر الاجيال رمزا ساميا
فإلى جنان الخلد تذهب آمنا
وعسى تلاقي وجه ربك راضيا
===========
في رثاء امير بلادي.......
رثاء صاحب السمو المغفور له بإذن الله
الشيخ جابر الأحمد الـجابر الصباح رحمه الله
شعر: هزاع الصلال
خُطوبُ الليالي لا يُحد لَها حَد
وأيدي المنَايا لا يُطاقُ لهَا رَدُ
أرى ذا الرزايا لا تَكُفُ زِيارةً
فتأتي بِلا إذنٍ ويَرسو بِنا السهدُ
ألا يا صُروفَ الدَهرِ كُفي وغرِّبي
فنحن ضِعافٌ والمنَايا لَنا ضِدُ
كَفانا خُطوبٌ والخطوبُ كثيرةٌ
وكأسُ المنَايا لَيسَ مِن شُربِها بُد
نَديم القَوافي ضَاقت الأرضُ كُلها
وقَد حَلّ فِينا الضِيق والهَمُ والجهدُ
رفَيقَ المعالي.. القلوبُ بها لظى
تعاني من الأشجانِ والحُزن مشتَدُ
أميرَ بلادي كنتَ سيد أمةٍ
وما زِلت في كل القلوبِ وذا عَهدُ
وساوى قُلوب الناسِ في الحُزنِ رزؤُه
كأنّ قلوبَ النَاسِ في حُزنِها فَردُ
تَقاصرت الأشعارُ في وَصف فقده
فما عادت الأشعارُ من فقده تشدو
تَرتَّبت الأحزانُ مِنك مَراثياً
بقلبي وأنتَ الطودُ في أرضِنا صَلدُ
أميرَ بلادي والدموعُ كَثيِرةٌ
وحبك باقٍ في الدّما مَالَه حَدُ
وأنّا بكينا فِيكَ والدَ شَعبنا
لهُ الشُكرُ دِرعٌ والعَفافُ لَهُ بُردُ
وأنّا بكينا فِيكَ حُباً ولَم تَزل
يُشار إليهِ أَنه العَلمُ الفَردُ
«أميرٌ علّمته غَايةَ الزُهدِ نَفسُهُ
فأَصبحَ حتى في الحَياةِ لَهُ زُهدُ»
لقد ضَاقت الدُنيا وغُيِّبَ نُورها
وكنتَ تُضيء الليلَ والحِلكُ مُشتدُ
وهذي كويت ُ الحزن تكتُم ما بِها
ودَمعُ الأسى يَجريَ وقَد جُرِّحَ الخَدُ
وذي الناسُ كلمى والفؤادُ مُمزّقٌ
يئنّ مِن الآلامِ حُزناَ بهِ مَدُ
رَحلت وأمرُ اللهِ لا بُدّ نافذٌ
وكلُ ابن أنثى يحتوي شَخصَه اللحد
اذا افتخر الأقوامُ يوما بمجدِهم
فإنك من قَومٍ بهم يَفخَرُ المَجدُ
لئن غِبتَ عنّا فالرحيلُ مقَدَّرٌ
وعنَك يَنوبُ الذكِرُ والشُكرُ والحَمْدُ
«وما غَابَ من يَرحَلْ ومَعناهُ حَاضِرٌ
وما زالَ من يَخفى وآثارهُ تَبدو»
وجابرُ عَنّا لم يَغب صوتٌ ذكرهِ
سَما في سماءِ الكونِ قَد حفَّهُ الوَرْدٌ
فيا أسرة الخيراتِ كُنتِ لأمة
ليوثاً اذا شَدّوا قليلٌ إذا عُدوا
ويا اسرةَ الأكرامِ فيك عَزاؤُنا
ونسأله ربَّ السماءِ لَهُ الخُلدُ
ويا أيها الشعبُ الكريمُ تصبروا
فإن بذكرِ اللهِ أحزاننا تَغدو
وللهِ نَدعو والعزاء لشَعبنا
ويَبقى الكويتُ الحرُ يَعلو به السَّعدُ