الحقيقة المجردة
by
, 02-02-2010 at 12:38 (4753 المشاهدات)
يتحدد شكل الحقيقة حسب الأمكنة التي نجلس فيها والتي نعتقد أننا فعلاً نراها مجردة عن كل زيف..
فإن كنا من النوع أو الشريحة المعدمة لن نرى سمات الرضا الذي يعلو سمات ووجوه من اصيب بالتخمة .
وإن كنا مترفين وأثرياء لن نرى شريحة الفقراء الا عبارة عن لصوص وسارقين طامعين فيما نمتلكه من أموال و ثروات ...
وإن كنا زعماء أو مدراء أو مسؤولين فلن نرى المعارضة الا عبارة عن مجموعة من الخونة والعملاء ...
وإن كنا ذئاب مفترسة أو ثعالب خبيثة فلن نرى قطعان الأرانب و الغزلان أنهم من الضحايا ...
لذلك المكان الذي نتخذه مجلساً لنا هو من يحدد لنا الحقيقة والتي نعتقد أنها حقيقة ...كمثل الذي يصاب
بداء الهلوسة ،فالمصاب بهذا الداء يعتقد أنه يرى كل الحقائق و الموجودات من حوله في حين لا يرى
كم من الحفر التي تعترض دربه وطريقه ..
ومن خلال هذا الواقع أصبحنا كائنات مسكونة بالتيه و الانشطار والبعثرة مع العلم لدينا القدرة لنرى الحقيقة
لكن بشرط وهو أن نتخلى أن الأمكنة التي نجلس فيها ونجلس في أمكنة أو على كراسي أخرى لنرى الحقيقة جلية
وهنا ستكون احكامنا واقعية وحقيقية فلا نقول ولا نطلق أراء غبية تشعل النيران في كل ما حولنا ...
وأنا لست أمتلك وشاح الشجاعة ولا أرتديه لأنني مجرد فرد من العينة المقابلة لكن جبن من حولي
و خوفهم جعلهم يروني كذلك ...فما عليكم سوى التخلي عن نظرة الحسد والخوف ... لعلكم تروني كما أنا
بالحقيقة المجردة ...