الدين ، الاخلاق ، المجتمع...
by
, 31-01-2010 at 02:03 (4932 المشاهدات)
الدين ... القلب النابض في حياة الانسان
الاخلاق ... دماء القلب
المجتمع ... استمرارية للدين و الاخلاق ..
الاخلاق هي محور كل حديث و وراء كل فكرة قابعة في رأس القلم
فكثير من الادباء والمفكرين يربطون الأخلاق بالدين وآخرين يربطونها بالمجتمع فإن كانت اخلاق الانسان نابعة من الدين ومن ذاته فهذا يعني أنه ستنعكس بايجابياتها على المجتمع ككل .
وإن كانت اخلاقيات الانسان نابعة من المجتمع فقط فهذا يعني أنه قد يفعل عكس اخلاقياته بمجرد
انفراده بنفسه أو ابتعاده عن الآخرين.
وبهذا نخلص الى نتيجة بأن الأخلاق غير النابعة من ذواتنا بل خوفاً من السلطة والمجتمع ستكون
حكماً أخلاق هشة وقابلة للانكسار و البعثرة ..
بينما الاخلاق التي يكون مصدرها الدين والذات ستكون أخلاقاً قوية تتمتع بالديمومة والصمود بوجه
اي تغيرات ، فالاخلاق النابعة من الدين و الذات نبديها و نمارسها لأننا على قناعة تامة بها وبالتالي
لا تغدو فقط لإرضاء سلطة معينة أو مجتمع معين أو خوفاً من عقاب معين ..
فمن الممكن لأي فرد ان يحيا بعيداً عن المجتمع ولكن لن يستطيع ان يتابع حياته بلا أخلاق
ولمن يحاول ان يشتت بين الدين و الاخلاق لا يوجد أي رد اوضح وأفضل من قوله صلى الله
عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ..
هنا يظهر لنا جلياً الارتباط القائم بين الدين و الاخلاق ، إن ذلك الارتباط يخلق لدينا احساساً
بالسمو الانساني الحقيقي وليس العكس.
فالدين استكمل المعيار الاخلاقي لدى الانسان الذي كان يتعرض سابقاً لتشوهات في المعنى
والمبنى ووضع الاسس القوية لبناء اخلاق فولاذية تضمن سلامة الفرد والمجتمع و الأمة ..
ومن يحاول فصل الدين عن الاخلاق إنما يتراجع بالقيم و المجتمع خطوات الى الوراء نحو التخلف
فالأخلاق كما نعلم ليست نسبية ولا يمكن تشكيلها وتطبيقها بقوة القانون والخشية فقط من
العقاب ..أو حسب مقتضيات معينة فذلك حتماً سيؤدي الى التقهقر وسيادة المصالح والمنافع
والمكتسبات بعيداً عن الدين.