الذبائح كثيرة.. والذابحون أكثر.. !!؟
by
, 28-01-2010 at 03:12 (4514 المشاهدات)
ما أصغر النفوس وما أحقرها عندما تجد في الحب وسيلة من الوسائل التي تقضي لها رغباتها وشهواتها..
فوالله ما مــرَّ عليَّ من أمور الحياة أكبر أثـماً وأسوأ أثـراً وأرذل نفساً من نفس ذلك الرجل الذي خدع محبوبته
خدعها بأسم الحب وساومها على حبها على أن يسلب منها نفسها وشرفها وعفتها.. بعدما أعطته من حبها وصدقها
ووفاءها وإخلاصها ما لم تعطيه لغيره.. فلم يكن حظها منه بعد عطاءها غير أن تكون بعينه أصغر شأناً في عين نفسه
فما كان في حياتها إلآ أنه كان يمسك في نفسه رغبة من رغباته أو نزوة من نزواته التي تنتهي بعدما ينتهي منها..
وعلى ذلك يرى أنه ستسوء سمعته وقدّرته أمام أصحابه و أمثاله إن لم يأخذ منها الآخذ الذي يفتخر به على صبره عليها
وعلى الأيام التي قطفها من عمره لينال منها ما ينال..
فتلك الفتاة المسكينة شعرت بالحب الذي تشعر به كل فتاة يخفق قلبها لأول مره في الحب.. فلا أم لها ترشدها ولا ناصر لها يعينها..
لم تتمالك نفسها بعدما تلقت أكبر صدمة من حبيبها فشهقت شهقة كادت تكون نفسها فيها..
فزدحمت مدامعها في عينيها وكأن سحابة الموت تغشي على بصرها.. وكأنها لم ترى من أيام حياتها أعجب وأغرب
من إعجابها لموقف حبيبها منها..
فأخذت ترجوه كي لا يغلبها حبها له ولا تمكنه مشاعرها أتجاهه أن تكون بين يديه ويأخذ فوق ما وهبته له..
ويسلب منها أكثر مما أعطته..
فالمرأة التي تهب قلبها ومشاعرها لرجل هبة لا يخالطها نزوة من النزوات أو شهوة من الشهوات
هي إمرأة صاحبة قلب طاهر نقيّّ فلا أقل من أن يحبها لنفسها لا لنفسه..
فركعت بين يديه ومدّت يدها إليه راجية متوسلة تذكره بالأيام والأحلام وسعادة الحب التي كانت بينهم..
ولكنه قد أضمر لها في نفسه من الدّنائة والرذالة ما لا يضمر لمثله الرجل الشريف الفاضل إلآ من غلبته شهواته وملذاته..
مسكينة أحبته ولم تكن تعرف عنه شأناً من الشؤون سوى أنها تحبه ويحبها.. وهو لا روح فيه ولا صدق له..
لأنه تنقصه الأخلاق وشيمها..
وبعدما نفضت يدها من الرجاء منه وأضمر اليأس منها وفنيت حيلتها..
دارت بعينيها يُمنةً ويُسرةً فلم ترى سبيلاً للفرار من بين يديه..
فأستنصرت قوتها وتجمعت وتجمعت فألتقطت قلماً في جيبها فضربته بعنقه ضربة نفضت يده من هذه الحياة إلى الأبد..
فما هي إلآ مسكينة بائسة حارت بها السُّبل وأنتهى أمرها مع حبيبها بقتله وأنتهى أمره دون أن ينال منها ما يريد تناوله..
فأستحق ما كان يستحق..
فكما هناك ضحايا في الحب.. هناك أيضاً من يـتّـجر في مشاعر البشر وأخلاقهم وأعراضهم.. أنهم سماسرة المشاعر والأخلاق
أن القلوب التي تدنسها الشهوات والنزوات هي قلوب صابها الخراب والأنحدار إلى إنحطاط الأشياء من عاليها إلى سافلها..
ولن يسكنها غير الخفافيش التي تختفي في النور وتظهر في الظلام لسواد روحها ونفسها..
فمن كان يزرع في نفوسنا ويخبرنا أن الحياة.. في غير الحب وغير الأخلاق.. ؟
غير هؤلاء الذين أُنتزعت من أنفسهم الأخلاق الفاضلة لتستحل مكانها أرذل الأخلاق حتى ماتت فيهم ضمائرهم وأنتهت..
والكثير من ضحاياهم بأسم الحب وقعوا فريسة لهم وسلبوا منهم ما سلبوا حتى تدنست حياتهم لا ثائر يثأر لهم ولا ناصر ينصرهم
ويعينهم على أمرهم..
فيجب الحيطة في الحب فيما حولنا..
لنعرف من منهم يحبنا لأرواحنا ومن منهم يحبنا لأجسادنا.. !؟
أن حب الأجساد يفنى كما تفنى باقي الأشياء.. وحب الأرواح باقي لا يفنى ولو بعد الممات..
للمشاعر بقية..