مواكب الأخلاق والحب والجمال.. !! ؟
by
, 21-01-2010 at 15:41 (4546 المشاهدات)
جاءت تتسائل....
وقالت : لماذا تسقط كل المشاعر في حياة الناس.. وتبقى واحدة منها.. يشعرون بها.. و يعيشون فيها..
فحينما يدخل أحدنا حياة الحب.. ويجد نفسه في حياة إنسان آخر.. نجد أن الإحساس في الكرامة قد سقط..
وأن ما كان يعطيه للأخر كان تضحية وعطاء.. وكأنه شئ يُفقد شئ آخر.. !!؟
قلت : لولا المشاعر التي يحياها الناس في حياتهم.. لشاخت وتجعدة أوجه الحياة في أنظارهم..
ومرَّ مذاقها في أفواههم.. ولا نجد منهم شاعر واحد ولا متأمل واحد ولا متخيّل وحالم واحد..
فليس في قلوب البشر قلب يخفق بالحب الحقيقي ولا يملك أخلاقاً..
لأن الحب طهارة الأخلاق وبقاءها.. فهو مواقف وسلوكاً قبل أن يكون مشاعر وأحاسيس..
فحياة المحبين في الحب لا تسقط كرامتهم ولا باقي أخلاقهم كما يعتقد البعض..
وأنما تسقط إرادتهم لتتحد وتتكون إرادة واحدة.. وكأنهم خلقوا لبعض ليكونوا روحين في جسد واحد..
أما الذين أتقنوا لعبة الأقنعة في الحب وزوروه كثيراً.. أصبحوا قادرين على تزيف مشاعرهم وأخلاقهم..
ويطلقون عليها الكثير من المعاني مع أنهم بعيدين كل البعد عن الصدق والعطاء والتضحية..
ولو أنهم عاشوا الحب في حياتهم حياة الصدق والعطاء لوجدوا أن الحب يعظّم من الأخلاق
ويجعلها باقية في عرشها ولا يلغي شيئاً منها ..
فللحب حياة وأخلاق غير الحياة والأخلاق التي يعيشها الكثير من غير الحب..
فكل العناوين والمسميات تسقط أمام الحب..
فيصبح المحبين شخص واحد ذات قلب وعقل واحد وأخلاقهم مكملة لبعضها..
قالت : وماذا عن الجمال فعشاقه كثير.. وكلما تمسكوا فيه سقطت منهم الأخلاق..
وكلما تمسكوا بالأخلاق سقط منهم الحب والجمال.. !؟
قلت : هؤلاء لم يكونوا يوماً عشاقاً ولا حراساً للجمال.. هؤلاء فقدوا قدرتهم على الحب.. وقلَّ إيمانهم في داخلهم..
فتسلل الخوف إلى أنفسهم.. فأصبحوا حائرين لا يعلمون في الحياة طريقاً غير أتباعهم لغيرهم..
وأصبحوا عبيداً لأرآء من حولهم.. لأن بينهم وبين أنفسهم لحظة خيانة.. فهربوا للناس عن ضمائرهم وعن أنفسهم..
وتناقضاتهم في الحياة جعلتهم لا يؤمنون بالحب ولا الجمال ولا الأخلاق..
فالجمال الحقيقي في بواطن الأشياء وطهارتها..
فحينما تكوني في حفلة مدعوه إليها.. وتشاهدين إمرأة من بين الجموع فيعجبك جمالها وأناقتها ومظهرها..
فتتمنين لو تلتقين بها و تتحدثين إليها... وحينما تتحدثين إليها وتحدثك..
تجدين أن الجمال والأناقة التي أنخدعتي بها في رؤيتك إليها.. لم تعد موجوده وكأنها لم تكن المرأة التي أعجبتي بها..
لأنكِ أكتشفتِ أن خارجها يعكس كثيراً ما بداخلها..
لهذا فأن الجمال هو جمال الروح.. وأن فقد الإنسان جمال روحه فقد أجمل ما بداخل أخلاقه..
فمن الطبيعي والمعقول أن يسقط من الإنسان أشياء كثيرة منه.. لأنه لم يؤمن بقيمة الأشياء ولا قيمة ما بداخله..
فلو كانت نظرته للجمال من بواطن أشياءه ماسقط منه شيئاً.. فالإيمان بقاء وخلود لكل ما يملكه المرء في داخله..
وأن رحل منه شيئاً.. فهذا لأن الإيمان حمل حقائبه ورحل عنه..
قالت : إذاً نتفق معاً.. أن الأخلاق بدون الجمال والحب كالثوب المستعار ليس له بقاء ولا خلود..
وأن أيَّ لفحة هواء يمكنها بعثرة هذا الثوب.. !!
ولكن برأيك كيف يمكننا الحفاظ على الحب والجمال والأخلاق لتجتمع في حياتنا ونفوسنا.. دون أن نفقد منها شيئاً.. ؟
قلت : هذا متوقف على الإنسان نفسه وما تكون عليه مبادئه.. فأن كان من أهل الأخلاق الفاضلة ومن أهل الحب..
فجدير به أن يحافظ على الجمال فيه وبقاء أخلاقه في داخله.. فمن الصعب جداً أن نحب ونحن لا نملك أخلاقاً ولا جمالاً..
وأن أختلفت المعادلة في ذلك أختلّت فيها كل الموازين.. فليس هناك محب فاقد للجمال والأخلاق..
هناك محب لأنه عاشق للجمال وأخلاقه تكفي جميع البشر.. وأن من فقد شيئاً منها فهذا لأنه لم يحب من البداية..
وأن ما كان في داخله مجرد إحتياج للحب وليس حباً كحب المجنون ليلى أو غيره..
فيجب أن نبقى على الأخلاق ونبقي الحب فيها.. ونكون من حراس الجمال بها.. أن ذلك أجمل وأطهر ما في الحياة..
قالت : ولكن عشاق هذا الزمان يرون أنه لا يوجد في الحب كرامة.. مع أن أجمل حكايا الحب في الأزمنة السابقة
تنعم بالأخلاق والكرامة فيها.. أما اليوم فهي تتجهه إلى الرغبات والشهوات.. !!
قلت : الحب في عهد الأولين هو نفس الحب الذي في عالمنا اليوم.. ولكنه أختلف بإختلاف مشاعر الناس وأخلاقهم..
فبعدما كان الحب أجمل وأطهر وأنقى ما يكون في حياة الإنسان.. أصبح كالأشياء العادية التي نتعود عليها في حياتنا..
كشربنا للقهوة صباحاً أو شرائنا لشئ جميل كقطعة قماش أو حقيبة جميلة كما سنشتري غيرها أن وجدنا أجمل منها.. !!
فكثير من الناس من يركضون وراء لحظاتهم في متعتهم الزائفة والكاذبه.. فلا تفرقين بين علب القمامة وبين رغباتهم
أنهم في كل مكان يمارسون رذائلهم حتى في أصدق لحظات أعمارهم..
لأن رغباتهم وشهواتهم أكبر من أنفسهم وأكبر من ضمائرهم وصدقهم...
لهذا يبقى من السهل أن تسقط كرامتهم في الحب.
وللمشاعر بقية..