عندما نبحث عن ماوراء الأشياء.. ! ؟
by
, 30-07-2010 at 18:36 (15030 المشاهدات)
كثيراً ما أحاول جاهداً أن أحرص على تواجدي في لحظات الغروب..
وكأني مجبر على ذلك.. لأنني وقتها أشعر بأشياء لم أكن أدرك أني
أشعر بها من قبل..
قد يرى بعضهم في نفوسهم أن لا قيمة لهذا الغروب في حياتهم..
لأنهم كل يوم يمرِّ من أيامهم يرونه شيئاً عاديّـاً ولم يعطوا للأشياء التي
تمرَّ فيه أهمية تستحق أنتظارها وترقبها..
وهذا ربما يكون عائد لانشغالهم في مشاغل الحياة أو شيئاً من البرود
في مشاعرهم و أرواحهم .. أو عائد إلى عدم اعتيادهم على ذلك..
هم لا يرون الأهمية في ذلك.. لأن كل شئ من حولهم أصبحوا يرونه
شيئاً عاديّـاً يمر أو لا يمر فأنه مثل غيره من الأشياء التي هدأت في
أعماقهم حتى أصبح في مجرى أيامهم لا أهمية له..
هناك رجلاً يقول لي أن له مكاناً خاصاً مثل غرفة نومه أو أيّ مكاناً أخر يعتاد على البقاء فيه..
يقول أنه يعلم كل من دخل فيه وقت غيابه.. لأنه يحفظ كل تفاصيل ذلك المكان بزواياه وأركانه ..
وأن كل الأشياء المركونه فيه يدرك وضعيتها في أماكنها..
فأن كل ما يزحزح عن مكانه يكتشف أمره.. وبأن هناك من دخل في غيابه وعبث بها..
وهذا يعود لأنه إنسان يعيش حياته كالذي يبحث عن ما وراء الأشياء
لا أن يبحث عن ما تصل إليه الأيدي..
فهذه العلاقة التي يكونها مع الأشياء جديرة بأن تجعله يملك بداخلة
قوة الادراك في كل شئ حوله.. أو كما يطلقون عليه العرب
أنه " فطن" يفطن لكل ما يحدث أمامه فلا يطوفه شيئاً أبداً..
ففي تصوري أن هذا الإنسان الذي لديه قوة الادراك في الأشياء التي حوله..
جديراً أن يكون قويّاً في مشاعره ولديه عاطفة تفوق أكثر من عواطف غيره..
فما دامه يشعر بالأشياء الجامدة التي أمامه ويحس بها..
فيكف لا يشعر بمشاعر غيره ويحس بمعاناتهم.. !!
بل لديه قدر كبير من العواطف التي تدل على أنه إنسان يشعر بغيره ويحب الوقوف بجانبهم..
بينما هناك من لا يعطي قيمة للأشياء ويجد في داخله لا وجود لها..
فكيف له أن يجد في أعماقه أهمية للعواطف.. !!؟
فيجب علينا أن نكون أكثر شعوراً بمن حولنا.. وندرك كل ما يحدث أمامنا
ونعطيه بعض اهتمامنا لنعرف تفاصيل الحياة التي تغيب عنا..