هامشيون على قارعة الحياة...!!
by
, 12-01-2010 at 23:33 (4680 المشاهدات)
بعض الناس يحبون قضاء العمر و هم على هامش الحياة ، يحاولون بكل جهدهم
أن يدخلوا الى ميدان الحياة الواسع ولكن ينقضي عمرهم بالكامل وهم في حالة
استعداد فقط للدخول إلى ميادين الحياة.
ومع كل جهودهم لا يدخلون الى معترك الحياة ولا إلى ساحاتها الملأى بالأحداث
يبقون هامشيين فقط ولا يمكن لأي فرد منهم أن يدخل معترك الحياة الحقيقي
لأن المتواجدين في الميدان يمتلكون مهارات فائقة في فن التعامل مع الحياة
في حين افتقد اولئك الهامشيين تلك المهارات فقضوا سنواتهم وهم هامشيين
ومهمشين لا دور لهم سوى انهم مجرد أفراد احتياطيين ..
إنهم باقون خارج مضمار الحياة شأنهم شأن اللاعبين الاحتياطيين في فريق لكرة
القدم فلا نرى وسط الملعب سوى اللاعب المميز بالقدرات و المواهب .. بينما اللاعب
الاحتياطي يبقى خارج الملعب و كذلك الهامشيون يبقون خارج الحياة.
بعض من أولئك الهامشيين يرضا بواقعة فلا نسمع له تململاً أو تذمراً ولا يسعى
وراء فكرة أن فرد ما أو شخصاً ما قد سلبه حقه في الحياة لذلك يلتزمون الهامش
دائماً فلا يزاحمون غيرهم بصورة مشروعة أو غير مشروعة.
في حين نرى بعض الهامشيين غير مقتنعين بأنهم هامشيون بل ويزاحمون غيرهم
بكل الوسائل و أكثرها وسائل غير مشروعة.
يفتعلون المشكلات ويحاولون التجوال في كل بقعة ليست مخصصة لهم و يستعملون
وسيلة الضرب من تحت ومن فوق الحزام ، لديهم قابلية للممارسة المؤامرات يسهرون
الليالي الطويلة لرسم مخططاتهم فيما يستعدون لتنفيذها و تدمير من حاز على الامتياز
ورغم تلك الكهانة إلا أنهم يبقون مجرد أفراد هامشيون حتى وإن قُدِرَ لهم دخول ميادين
الحياة وإن سكنوا في معترك الحياة وقلبها فإن سلوكياتهم و تعاملاتهم و قناعاتهم وكل
مايحيط بهم مبني على أنهم مجرد هامشيون و برغم الشطارة و المواربة إلا أنهم سبقون
مجرد أفراد هامشيون يقبعون في صف يسمى صف الاحتياط في حين تجوب الفرسان
مضمار الحياة وساحاتها ومعتركاتها.
وقد يحاول كل فرد هامشي أن يدافع و يتدافع لكن لا يعلم أنه لن ينال سوى مقعد في
الصف الخلفي للحياة فلو كنا كلنا فرسان لما كانت هذه الفسحة تسمى الحياة .
و المدهش في الأمر أن بعضهم أي الهامشيين أو الطفيليين أو المتسلقين غير مقتنعين
بواقعهم ودورهم في هذه الساحة الواسعة من قلب الحياة ..
لكن ...!! تمهل أيها الفرد
لعلك كنت فارساً في ساحة أخرى وفي أمكنة أخرى مختلفة عن هنا...
إذن يجب عليك أيها الفرد أن تعرف نفسك فلا تمنحها حجماً أكبر من حجمها أو أصغر
مما هي عليه .. كن راضياً بدورك وابحث عن ساحة حياتك فليست كل الاحصنة صالحة
لسباق الفروسية .. وليس كل فارس يصلح له هذا المضمار .