الاختلاف بين المبادئ والقيم ..
by
, 04-06-2010 at 10:44 (5934 المشاهدات)
كثير من الناس يقوم بالخلط بين المفاهيم فيشابك بينها معتمداً في ذلك على المصطلح اللغوي الذي من خلاله يدرك الاشياء ويقيمها ويمنحها المراتب والدرجات في سلوكياته و ذاته.
ومن أهم أسباب نشوء الخلافات بين الجماعات والأفراد هو ادراج المبدأ والقيمة ضمن تصنيف واحد ولكن الحقيقة ولدى قراءة ودراسة كل قيمة وكل مبدأعلى حدى لوجدنا أنها مختلفة عن بعضها في حين هي تجاور بعضها مع بقاء اختلافها فهذا الاختلاف يعتبر من الاختلافات غير المتناقضة فإن اصطلحنا على تشبيه الاشياء ببعضها وقلنا أنها ذات وجهين لعملة واحدة لكن في مجال القيمة والمبدأ هذا القول غير دقيق ولايؤخذ به ..
إن الخلافات الناشئة بين افكار الأفراد عائدة بشكل أساسي الى وقوع أخطاء في المفاهيم مما يؤدي إلى أن يصبح الخلاف مشكلة قائمة عندما يكون العيش مفروض بينما التعايش مفترض مع مسألة التناقص و الاختلاف والتنافر وكما هو واضح أسباب ذلك عائد للغة والمصطلحات النظرية التي يتبناها كلٌ منا حسب ادراكه .
في حين لم تتعرض المواد لهذا الاختلاف وللغة كل فرد وكذلك الطبيعة وخصائصها التي نراها كلنا وندركها فننجح في فصلها ومع ذلك وحينما نريد نقلها وتشبيه مسألة الإنسانية بها لانقوم بذلك بشكل موضوعي فتتحول تلك المواد والخصائص إلى وسائل للتعبير عن الذات وليس وسائل لأستبناط وأخذ العبرة.
تلك المنهجية التي تنقل بالفرد الى الحياد هي منهجية نظرية كذلك تتسم بالانسانية المشتركة ضمن النظريات الفكرية وقعت في نفس الأخطاء حينما انتمت الى خصوصيتها وذاتها الفكرية في المعالجة فعلى سبيل المثال لدينا فرد مادي وآخر معنوي ولدينا الرجل والمراة و والتيارات الفكرية المختلفة سنجد بأنها خارجة من الانسان ولكن حسب كل فرد فمنهم من خرج بالملائكية وآخر بالشيطانية وآخر بالعلم وآخر بالمادة ومع ذلك شاع تطرف شديد في أفكارهم الخاصة وحينما يجتمع الكل تحت اي غطاء سنرى اندلاع احتدام واصطدام قائم بينهم .
من جهة أخرى سنرى كذلك عامل الحرية وعامل الانضباط وعدة تيارات وأفكار اضافة لمسألة المبدا والقيمة لذا كان الخلط بين المسائل يعطينا دائماً ايحاء بأن هناك تناقض ما وسنشهد اختلافات وخلافات جزئية مع أنها موجودة لدى كل فرد بالاضافة لوجود الثنائيات في كل الافكار ووقوع الخطأ يخلق التصادم على جميع المستويات مبتدئاً بالذات ولا ينتهي بشكل موضوعي مع أن الاعتراف والاقرار بوجود الاختلاف حل سلمي ومنطقي يعود على الخلافات بالحل.
إذن المبدأ هو الجزء الاقرب للثبات والبقاء والأكثر ديمومة مع وجود جزئيات لكنها تبقى واضحة حسب ضرورتها أوالاخطار المؤكدة على لزوم التخلي عنها.
أما القيمة تتعلق فيما هو قيم و ثمين وجمالي وتكميلي فيتم التمسك بها لهذه الاسباب
كما يتم التغيير و التفرع فيها كثيراً لكن دون تشكيل أي تناقض يمس بالمبدأ بمعناه
و بقيمته ، تلك هي اللغة والأنفس والايجابية معاً قادرة على ترميم واصلاح ذاتها مما يحفز على اصلاح ذات الإنسان والسير به نحو الموضوعية أما الحوار الدائم والمستمر والمتجاور والتلاسن حلول لا فرار منها إلا باتجاه الالغاء و الاقصاء والملاسنة.