رضوض عاطفية
by
, 12-01-2010 at 13:50 (4346 المشاهدات)
يشتعل رأس الوليد شيباً وربما يصاب قلبه بالانكسار و لعل أحواله النفسية ستحتاج الى مصح
فكيف إذا كان المطلع على الاوضاع يافعاً ناضجاً مثقفاً أو متعلماً بالغاً وراشداً
تجاوز السن القانوني بمراحل أو بسنوات
المتجول في اروقة الدوائر الحكومية و الساعي للعمل ضمن إحداها
و المتفرس لفرصة سانحة تساعده على العيش على الاقل بكرامة
و المنتظر لموافقة تعيين أن تخرج من جارور المدير الفلاني
كل اولئك معرضون للإصابة بالرض النفسي
و الرضوض أنواع منها رضوض قاتلة
و منها رضوض مصدعة للمفاصل
ومنها رضوض مسببة لتمزق الاربطة
فيغدو المصاب اعرجاً أو اميلاً في مشيته فمن اين له التوازن
وقد اصابه الفزع .. و احاط به الهلع ... وعشعش في مخيلته الصدع
من جراء ما جرى و لا يزال يجري في دوائرنا الحكومية ...
و انهيار شعار الرجل المناسب في المكان المناسب
و الشاطر الذي يحظى بفرصة رغم انف الوزير و القانون وربما المبادئ
فالمدير العام لإحدى ( المؤسسات ) ميكانيكي ديزل و سيارات
و الاعلامي الفلاني كان يشغل منصب محافظ في المنطقة الفلانية
و عضو مجلس الإدارة في وزارة الصناعة خريج تجارة و اقتصاد
وكل تلك الاستثناءات يمكن هضمها في خضم هذا الواقع غير المهضوم
إلا أننا لا يمكن نهضم أن يكون الطبيب الفلاني في مشفى امراض القلب و الاوعية
مجرد صيدلي أو مختص بالتحاليل المخبرية
فعلاً هي مشاهدة غريبة و عجيبة في احدى مشافي بلادنا
اثر ادخال المريض الى قسم الاسعاف و الجزم انه توفي
وفي اليوم التالي اخرج المتوفي و قد توفي في ثلاجة الجثث أو الموتى
في احدى المشافي العامة المنتشرة بكثرة في ارجاء هذا الوطن
الذي يحيا في مأتم و صار خلف الامم
و السبب
تلك الفوضى وذاك النفاق الاجتماعي المتفشي لمرحلة القرف و التداعي
في كافة دوائرنا عموماً مشافينا خصوصاً
وحالة تعبانة ياليلى ................. ..