قد تبصرون مالا أبصر (( ارجوا الاطلاع وابداء الرأي))
by
, 08-01-2010 at 18:00 (15937 المشاهدات)
بسم الله الهادي إلى سواء السبيل
أخواني ..واحبّتي في الله :
وقع ناظري على فتوى بأحد المواقع .. عبارة عن سؤال وجواب : : ارجوا التفضل بالاطلاع عليها ::
------------------------------------------نص المشاركة----------------------------
س: انا لي موقع على الإنترنت وفيه دردشه كتابيه ومنتديات ويتم فيها التعارف بين الجنسين وتبادل الأغاني والشعر الغزلي وخلافه , فما حكم ذلك .
الجواب
ج : نسأل الله أن يرفع عن أمة الإسلام كل سوء ومكروه وأن يهدي شبابنا إلى ما يحبه ويرضاه ، فما أسهل أبواب الشر وما أخطرها وخصوصاً أن الشيطان أقسم بالأيمان المغلظة أن تكون دعوته ومنهجه إضلال الأمة وإغوائها كما قال تعالى : (( وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ،يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرور ، أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا )).
فيا سبحان الله كيف أغواهم مدعياً أنه المرشد المشفق المحب الذي يرجو لهم الحياة السعيدة حتى أوردهم النار وحينها لا ينفع الندم ولا الحسرة ولا التمني وفوق ذلك كله يتبرأ الشيطان من أتباعه وحزبه يوم القيامة كما قال جل وعلا : (( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم )).
فعلى السائل أن يحمد الله ويشكره أن وجد من يذكره بالله وينصحه ويبين له خطر ما هو عليه ، فإن هذه الأعمال المذكورة آنفاً من منتديات للأغاني والشعر الغزلي والتعارف بين الجنسين أمور محرمة وخطيرة والدال عليها آثم وأثمه عظيم وجرمه كبير وعاقبته لا تحمد إلا أن يتوب ويستغفر وينكر كل ما حصل منه فما بالك وأنت الذي تعملها وتؤسسها وتدعو إلى ترويجها لا شك أن هذا أعظم .
وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )).
فهذه أعمال منكرة فكل شخص يزاولها كان لصانعها من ذلك إثم كبير فما بالك لو زاولها في اليوم خمسون شخصاً يهرجون في الحب والغرام وتضليل الأمة فكم وكم يلحق من الإثم على من أرشدهم وهيئ لهم السبل الموصلة إلى هذه المنكرات العظيمة نسأل الله العافية والسلامة .
فننصح السائل بالتوبة إلى الله وإغلاق مثل هذه المنتديات وعدم عملها إلا أن تكون إسلامية تخدم الإسلام والمسلمين فإنه لا يدري كم يعيش ومتى أجله فموتة على طاعة الله خير من موتة على معصيته .
ولا تكون التوبة صادقة حتى تستوفي شروطها :
وأولها : الندم لقول النبي عليه الصلاة والسلام : (( الندم توبة ))ـ والحديث حسن أخرجه أحمد وابن ماجه وغيرهما .
ثانيها : الإقلاع عن المعاصي وإنكارها .
أما وجوب ترك المعاصي والإقلاع عنها فعملا بوصية الله جلا وعلا حيث قال : (( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون )).
ولا شك أن منتديات كهذه تدعو إلى الفواحش وأعمال الفسق والمجون فلا توبة لصانعها وداعيها إلا بالإقلاع عنها وتركها أو إبدالها بما هو خير له ولأمته .
وأما وجوب إنكارها فلكونها من المنكر الذي حرمه الشرع وأمرنا أن ننكره لقوله عليه الصلاة والسلام : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )).
ثالثها :أن يعزم على ألا يعود إليها مع ملازمة الإستغفار، ويكون العزم في القلب ويظهر أثره على الجوارح فإن انعدام العزم يفضي إلى العودة السيئة التي تنافي التوبة النصوح قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير)) .
والعازم الصدوق موفق متى ما صدق مع الله وفي صحيح مسلم عن عمران بن حصين أن امرأة من جهينة أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنى .
فقالت : (( يا نبي الله أصبت حدا فأقمه علي فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها .
فقال أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها ففعل .
فأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها .
فقال له عمر تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت .
فقال : لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم )) وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى .
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة )).
وأمثلة كثيرة تبين العاقبة الحسنة للتائبين الصادقين فما أحوج المسلمين اليوم للتوبة النصوح .
كما نوصي السائل بتقوى الله والحذر من الغفلة والتي من علاماتها :
1- هجر تلاوة القرآن والعمل به قال تعالى ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )).
2- الإنشغال بزخارف الدنيا وملذاتها وهذه علامة عليها أكثر الخلق إلا من رحم الله وصاحب هذه الخصلة على خطر عظيم وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون . فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )).
3- مجالسة أهل السوء ولا يجالسهم إلا غافل عن طاعة ربه لأن السيئ لا يزيد رفيقه إلا غفلة ، وففي الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة )).
4- البعد عن ذكر الله ومن ذلك عدم المحافظة على الصلوات في المساجد في جماعة قال تعالى : (( ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين )). وقال جل ذكره : (( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون )).
5- قلة تذكر الموت وعدم زيارة المقابر ففي زيارتها دحض للغفلة وفي صحيح مسلم عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها )). وفي رواية (( فإنها : تذكركم الآخرة )).
فهذه علامات الشخص الغافل وللغفلة في الشخص آثار كثيرة منها :
1. ضنك العيش مع توفر المال أو الجاه أو السلطان لبعده طاعة ربه وإعراضه عن كثير من أحكام الشرع . قال تعالى : (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )).
2. كثرة التضجر وضيق الصدر لبعده عن الأذكار والأوراد الشرعية قال : (( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين )).
3. قلة النور في الوجه لأن نور الوجه دليل التيقظ والإنتباه وغيابه علامة الغفلة قال تعالى : (( سيماهم في وجوههم من أثر السجود)) .
4. عدم اتزانه في الأمور المختلفة فتجده مع الريح إن هبت إنجرف معها فلا يهنأ له بال ولا يستقيم له حال كما قال تعالى ( ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل ال*** إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث )).
5. عدم مبالاته بالمعاصي من خلال مجاهرته ، فمن جاهر بالمعاصي فذاك دليل غفلته . وفي الصحيحين أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( كل أمتي معافى إلا المجاهرين)) .
ثم قال : (( وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه )).
نسأل الله أن يبعد عنا سبيل الغاوين وأن يصلح العباد إنه جواد كريم وبالله التوفيق .
انتهى
------------------------- انتهت هنا --------------------------------------
أحب ان اوضّح للجميع .. ان هدفي من انشاء شبكة شمر .. وكذلك مضايفها وما بها من مواد معروضه :: قاصدا الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى اولا واخيرا .. لا ارجوا شكرا وثناء من احد .. بل التمس رضاه وأسخّر جميع مداركي لتلافي الوقوع في المحظور .. احاول أن رأيت ما لا ارضى ويتنافى مع تعاليم الاسلام السمحه ان اقوم بتعديله على مراحل .. وبطرق مختلفه .. على فتراة متفاوته
ولقد تحقق بعض من هذه الاهداف ..
منها .. التعارف .. وافساح المجال للدعوة إلى الله .. والوعظ والارشاد .. وكذلك تكوين اسرة متآلفه ومتحابّه .. نناقش هنا امور نا في الدنيا ونتذكر آخرتنا .. نرى مشاركات رائعه في الشعر والادب وفي فن المقاله وكذلك في البرامج التي تهم اخواننا بشكل عام .. وخلافه من الاهتمامات التي تغطيها شبكة شمر والمضايف..
---------
قد يستغرب البعض مني هذه المشاركه .. وأن حديثي هذا مبني على حدث ما ..
لا ... والذي رفع السماوات بلا عمد .. لم يكن هناك حادثه مسببه هذا الحديث
ولكن خوفي .. انكم ترون ما لا أرى .. وتسمعوا ملا أسمع .. وأن تكونوا مدركين لشيء .. لم أدركه انا ..
فأرجوا من الجميع .. من رآى ما يغضب الله فلا يتوانا لحظه في اشعاري بذلك .. لكي اقوم بتعديله ..لكل من بني البشر طريقته في التعامل وكذلك لهم طرقهم في الاستماع وتقبل النصيحه ..
فأرجوا بمن لم يرغب بإبلاغي بشيء على الأقل ان يراسل من عليه الملاحظه .. ويحتسب الاجر والمثوبة من الله سبحانه ولا ينصحه بالعلن .
آمل ان أكون قد وفّقت في ايضاح ما رغبت بإيضاحه من خلال هذه المشاركه
والله الهادي إلى سواء السبيل
- التصانيف
- Uncategorized