بعض الفقراء أغنى أغنياء الأرض . . .
by
, 12-05-2010 at 19:09 (14139 المشاهدات)
لو يعلم بعض الفقراء أنهم أكبر ثراء من بعض الأغنياء ما حسدوهم بشئ من غناتهم..
ولا غبطوهم في أمرٍ من أمورهم.. ووجدوا أنفسهم أريح حالاً من غيرهم..
ولكنهم تناسوا ما أنعم لهم ربهم مقابل فقرهم.. وأعطاهم ما لم يجده بعضهم..
ولو يعلموا أن الفقر هو فقر النفس لا الجسد لأدركوا أنهم أغنى أغنياء الأرض
في قناعتهم ونبل أخلاقهم وصدق مشاعرهم..
ولكن بعض الفقراء ذهب إلى غير نفسه.. وحاول أن يكون غيرها..
علّه يجد في ذلك ما يخفي فقره عن البقية..
ولكنه أمام هذا يبتعد يوماً بعد يوم عن ثرائه الحقيقي أمام غيره..
حتى إلى أن يجد حاله قد تسرّب إليها بعض الندم..
ولكن وقتها يجد أن كل شئ في داخله يرفضه..
ولو يعلم الفقراء النعمة التي يتمتعون بها من ربهم..
لأدركوا أنهم أفضل من أغنيائهم..
فبعض الأغنياء فقد قدرة التمييز بين الأشياء بسبب الثراء الذي به..
أنه دائماً يحتار وقت شراءه للأشياء أيهما أفضل وأجمل ولكنه في حيرته هذه
يجد نفسه أنه قد أشتراها جميعها.. ليرضي نفسه في حقيقة أمره..
أما ذلك الفقير المسكين والغني بنفسه فلا يحتار ومازال يتمتع بتلك النعمة التي
أنعم بها ربه له.. وقدرته على التمييز بين الأشياء دقيقه وعاليه جداً..
فبستطاعته أن يختار ما يريد وما لا يريد.. لأن حرمانه لثراء الأغنياء جعله
يعلم ويدرك أجمل وأفضل الأشياء..
هنا أن الفقراء في هذه الحياة كثير.. وقد تتزايد أعدادهم يوماً بعد يوم..
بقدر سرعة تزايد الأغنياء من حولهم..
ويختلف الفقير في الفقر من فقير إلى فقير آخر..
هناك فقير يشعر في فقره أنه فقيراً رغماً عن أنفه..
فيحسد ما حوله.. ويتمنى الفرص بشتى الطرق للخروج منه حتى لو باع
فيها نفسه وضميره..
ومن يجد نفسه بهذه الحالة.. من السهل عليه أن يظلم ويتحدث عن غيره
بما لا يرضاه لنفسه.. لأنه قبل فقره المادي رأى فقره النفسي في داخله..
وهناك فقير آخر قانع بما لديه ويشعر بأنه أغنى الأغنياء
فلا يعنيه أموال وأحوال غيره مهما كان حجمها وكثرتها..
فأنه يرى بداخله أنه كبيراً في قلتها وصغيراً بكثرتها..
لأن قناعته أقنعته بذلك.. وجعلته يعتاد على هذا بعيداً عن الحسد والظلم..
لهذا من الصعب عليه أن يحسد أو يظلم غيره..
فليعلم الفقير بما لديه من الثراء الذي لا يملكه غيره..