لك أنت وحدك...!!!
by
, 07-05-2010 at 03:33 (4936 المشاهدات)
بـ...صراحة.. كثيرون من يدّعون أنهم في حال وصال معكِ لكنهم يخشون منك ويخافون
من سيفك البتار.
كثيرون يطلبون من الآخرين الاقتداء بكِ و المسير على نهجكِ و الاستعانةَ بكِ وهم
يترهبون حروف اسمكِ .
في المنازل أنت زاوية مركونة في إحدى الغرف المظلمة المنسية ، أما في الشارع
فإنك تتنزهين وحدكِ دون أصدقاء وصديقات وأحبة ، مع أن الكل يدّعون أنهم في حالة
اصطحاب لكِ وبرفقتكِ ..
أنتِ إعلان لكل أنواع المنتوجات وأنتِ صفة لتسويق المنتوجات المثلى ، نحزن حينما
تكونين بصحبتنا و نحزن أكثر عندما تشرعين بالغياب عنا و دائماً ما ندّعي أننا بحاجة لكِ
مع أن افعالنا وسلوكياتنا تثبت بأنكِ حاجة ثانوية وغير ضرورية لاستمرار حياتنا وعلاقاتنا
و اتصالنا مع اصدقائنا ..
أنت شيء صداقته مستحيلة وأما بعدك ونأيك يعتبر هزيمة ومع أنك تمارسين الجرح إلا
أنك نافعة ، هناك من يراك على أن ضارة وهناك من يراك على أنك سمة ..
وهناك من يعتبرك كالميزان في أقواله ومشاعره و أعماله ..
بدونكِ لم يعرف الحق ولم ينكشف الباطل .. أنتِ أليفةٌ ك/الماء و غريبة ك/حالة العطش
ومع أنك لا تأتين الا مرة واحدة في العمر إلا أنك قد تصنعين المصالحة مع أنفسنا وبعضنا
أو قد نفترق إلى الأبد .
بعضنا استغنى عنكِ باللف و الدوران و برش السكر فوق الجراح لعل من مرضها تشفى
الجراح ولكن هيهات فأنت وحدك قادرة على خلق التئام الجروح .
إن اللف والدوران وشريعة الانهزام يعني لي الكثير ويعني لي أن غيابك شيء أكيد
و يعني لي أن الكل يخشى منك و أن الكل يتخاشى قربك أو لقائك و يتناسى وجودكِ
كل فرد يفهمك حسب طريقة تفكيره وأسلوبه و يتعامل معك على أساس مبادئه التي
قد تظهركِ أو قد تغيبكِ عن الواعي والإرادة.
وهناك من يتعامل معك عند حاجته إليك فقط و قد يتخلى عنك وقت مايريد ذلك و يتناسى
وجودك وضرورتك ..
وهناك من قد ينسبك إلى شخوص أخرى لأنه دبلوماسي ولا ينبغي عليه جرح مشاعر
نسجت من زجاج أو هلام.
وهناك من ينتقي لك العبارات الأنسب و الجمل الأفضل للتعبير عن كينونتكِ .. وقد ينعتك
بأنكِ ذات سمة بدائية متخلفة لأنه هو الوحيد الحضاري و الديمقراطي و رمز الحرية.
وهناك من يكرهكِ حتى نقي العظام ويتحاشى وجودك في أي مكان في مجلسه
وهناك من يحترمك ويحترم المثل القادمة متها المرتسمة في كتب الجغرافيا و التاريخ
ومع أنه من الممكن للبعض اضافة الكثير من السكر لكِ لتكوني حلوة المذاق إلا أنكِ
ستبقين في حلوقهم في أعلى درجات المرار يا صراحة...!!!