قسوة المشاعر
by
, 01-05-2010 at 23:52 (6521 المشاهدات)
لم يعد غريباً عن أفقي ومفاهيمي تلك السمة التي أصبح كل من حولنا يتمتع بها
بل واضيفت لقاموسه الحياتي بشكل واضح لايقبل الشك ولا المجادلة
لم يعد مستغرباً أن ننصدم بالصخور فتدمي أفئدتنا فذلك تكوين الصخور
وحينما يصبح الإنسان كالصخر تتبلد مشاعره و يصبح قاسي القلب عنيف الاحساس
لا يدرك بالحواس على أنه إنسان بل يدرك على أنه صوان قابل لأن يصدمنا ويحطمنا
و يبعثرنا لنصبح ذرات لا ترى .
كل مايمكن أن يعتري الإنسان يمكن معالجته كالأمراض والظروف الطارئة سواء اجتماعية
أو عاطفية أو سياسية إلا قسوة المشاعر فتلك مصيبة البشرية و التي ستعجل بدينونتها
قسوة المشاعر لا يوجد لها علاج ولم يخترعوا لها عقاقير يتم تناولها فيصبح القاسي
ليناً و المتبلد مرهفاً و الهيكل إنساناً والقلب نابضاً و الأخلاق دماءً .
عجزت المخترعات منذ بدء التكوين الى اليوم بايجاد وسيلة تحرر قسوة المشاعر من تصلبها
فلا الكلمات ولا الحروف ولا التوحد الفكري والاخلاق ولا الدموع و الأهات والأحزان ولا قصائد الألم وقصصه حركت جبل من موضعه فحينما يتحلى قلب انسان بالقسوة يصبح وقاسيون على حد سواء فإن تحرك ذلك الجبل من مكانه وشعرنا بلين صخوره وحجارته لأصبح قاسي
المشاعر ليناً .
إن اللين بالأخلاق أهم من الأخلاق نفسها فما نفع أن يكون المرء صاحب مبادئ وخلق ويمارسها على الآخر بالجلد والسكين .والنار و الصلب والقصل ..
إن الحنان بالتعامل مع الآخر أهم من الحب نفسه فما نفع الحب إن كان يتسم بالقسوة والعجرفة والهجران والنأي واللامبالاة .
إن الرحمة هي محور العلاقة بين الإنسان والإنسان فما نفع أن نرتفع بالأخر الى السماء
لكن بدون رحمة فنجعله يهوي مع أولى لمحات لقساوة قلبه وتحجر مشاعره.
لو كان الرسول عليه الصلاة والسلام فظاً غليظ القلب لما اجتمع حوله المؤمن والكافر
لكن اللين واللطف والاخذ بعين الاعتبار جعلته سيد بني آدم منذ خلق الله الدنيا وماعليها
الا أن ينفخ اسرافيل بالبوق.
اليوم كل تلك المبادئ اصبحت مفقودة ولا يمكن ايجادها بالمجهر فما أن يشعر أحدنا
بأنه ذي أهمية لدى الآخر حتى يبدأ بممارسة اقسى أنواع التعذيب عليه وينتقم منه
نتنيجة لما ترسب في نفسه من مشاهد تلقاها ممن حوله فخلقت لديه نوعاً من الكبت
فراح يفرغ كبته في الأخر البريء الذي ليس له ناقة ولاجمل في تلك المواقف سوى أنه
تعنون بالحب للأخر..
وكثيراً ما نصادف في حياتنا مواقف القسوة وخاصة في الحب فحينما يدرك أحد رجال مجتمعنا
بان هناك فتاة تحبه يحاول تجريحها و ايلامها بشتى الوسائل والسبل لكي تنقلب مشاعرها
المتدفقة إلى مشاعر كراهية وفيما بعد يكون ذلك الرجل قد أسس ورسخ لتصلب المشاعر
ونشوء القسوة لدى تلك الفتاة والعملية انتشارية فمن علاقة فردية تعم الظاهرة لتشتمل
الكل في الكل وهكذا يسود الظلام والظلم والقسوة الكراهية بدلاً من الحب والرحمة والرأفة
واللين..
أبشع صور القسوة الاستهزاء بالمشاعر و وضعها تحت القدمين والحاق الأذى بها
آلا يكفي أن المشاعر قد تكون من طرف أحادي لتعاني الألم و توشحها الأحزان
يأتي من وهبنا له تلك المشاعر المقدسة ليطأها بالحذاء ويجعلها كالرصيف مباحة
لكل عابر سبيل .
إطلالة:
(1)
أأسف ياصديقي أني اكتشفت الحقيقة متأخرة
أأسف أن أقول لك أننا نعيش كالمكفوفين ..
فلا أنت بقادر على رؤية الحقيقة كما هي
ولا أنا كنت ببصيرة لأتجنب الانزلاق في قسوتك
(2)
الحب في زمن البورصة والاسهم اصبح
خاضع للعرض والطلب ..
كلما كثر العرض كلما انخفض ثمنه
(3)
ولانزال بمقياس حب هذا الزمن
كلما كثر طلب الحب
كلما ارتفع ثمنه حتى وصلنا
إلى [ الاحتكار ]
(4)
احتكار الحب يؤدي الى بيعه
في الاسواق السوداء
وهناك أثمان بخسة لا تليق بالانسان
(5)
بعض النساء يجعلن من مشاعرهن
خاضعة لميزان العرض والطلب
وبعض الرجال يتعاملون مع تلك النساء
زبائن في سوق النخاسة ..
(6)
لايمكنني أن أعتني بشيء ليس لي
فما تركت لي سوى آلم المشاعر
عيناك كانتا لها ولم تكونا لي
فكيف أعتني بماليس لي..!!