هدوء ...
by
, 22-03-2010 at 00:01 (8914 المشاهدات)
هدوءاً يا عواصف الشمال فإنني منكِ ومن اثير الضجيج متعبة ..
أيها النمل الساكن بين ذرات التراب هدوءاً .. وأنتِ أيتها السحب المسافرة والماطرة
فكل مساء لازلت انتظر هطولك أو سأتقاطر كالقطرات فوق اليباب ..فحبات القمح لا تزال هاجعة في الارض بانتظار الودق والندى ..
سنوات العمر المتسربة كحبات رمل من بين أيدينا وغضار المشاعر والذاكرة كشاخصات السحب تشير إلى حقولك فرغم عجاف العمر لاتزال حبات القمح تنتظر حبات المطر وضياء الصباح ..
هناك دائماً مساحة لضوء الشمس فثمة بلاسم للألامنا وثمة ضمادات لجروحنا التي تناوش أرواحنا وحينما تغلق المشافي أبوابها بوجه من مرض عشقاً تبقى في الآفاق حديقة فسيحة لاتزال تحتضن اسرارنا لكنها انثنت حزناً بانتظار وقت انهمار المطر لتغتسل أوشاب اليباب المقوقعة في خلايا مقفرة..
وعلى وقع اليباب جفت بعض الانفاس وأنتَ تقرأ في شراييني اليباس ونقرأ سوياً كتاباً فيه قصائد وخواطر منسوجه من أقاصيص الحب معنونة بأحرف الماء والياسمين لكن الأزمنة السوداء أسدلت عباءاتها فاندثرت من كتابنا كل القصائد ...
لازلت أرقبك كيف تحمل الوجع في حين لازلت أحمل اليك كل الشوق والحنين لكن لابد من عبور تلك الدروب المظلمة عندما أسهر بانتظار شروق الشمس ..
الحب وحده من الخيط الذي يخيط جروح روحي الشفيفة ..
من المؤلم ان تكون حقلاً من يباب وحجارة وعجاف لا ماء فيه
ومن المؤلم أن تكون نرجسات العمر لكن بلا تراب ..
أعوام عجاف مضت ف/جف منها الضرع إنما ثمة غيمة قادمة وودق سينهمر
وسادة من حب أتكئ عليها كلما حل التعب وحان وقت المغيب ..
وعندما تعلن الشمس أن هناك نهار آخــر يبدأ النور حيث تكون أنت وحيث تكون أنت يكون آن آوان البنفسج والليك...