أخلاق .. ولكن !!؟
by
, 21-03-2010 at 17:01 (5438 المشاهدات)
عملية البناء الإنساني والتكامل البشري هو البلوغ إلى قمم الأخلاق وعضائمها..
قال تعالى ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾
ليخبرنا تعالى أن أعظم ما يصل إليه الإنسان من عضائم الأشياء هو الأخلاق..
فكلما تمسك فيها كلما أقتربت عظمته لعضائمها..
وكلما أبتعد عنها كلما أبتعدت عنه باقيها..
لهذا جاء أنبياء الله في أرضه ليتمموا تمائم الأخلاق فيها.. ويدعوا إلى أفضل فضائلها
وأعظم عظائمها لتجعل الإنسان عظيماً أمام نفسه وأمام غيره..
وتهذيب الأنفس وتصفيتها من الشوائب هي وحدها الطريق إلى فضائل الأخلاق..
ولكن يرى البعض أن في ذلك الطريق تضحيات كثيرة..
وأهمها أن الوصول لتلك الأخلاق يحتاج إلى قهر النفس وأتباع خلافها ما يعكس طبعها..
لهذا نجد أن هناك منهم ما يهرب بطبعه ويصل إلى دونها..
لأن في غيرها ما يرضي نفسه وما يوافق أطباعه..
فطبائع الانفس وأهوائها هي الجانية التي تجني على أصحابها وتجعلهم بعيدين كل
البعد عن تلك الأخلاق..
فكل نفس لها رؤيتها في الأشياء ترى كما يريد صاحبها..
يا تبعثه إلى أرذلها.. يا تبعثه إلى أفضلها..
ولكن كلما كسرتها وصلت بك إلى عكس ما كنت عليه..
فأن كانت نفسك ذات خلق ومهنّتها أنتقلت بك إلى غير ما أنت عليه..
وإن كانت على غير خلق وزجرتها أنتقلت بك إلى غير ما هي عليه..
أنها عملية تكونية إيمانية.. لا يصل إليها إلآ من شعر بذلك الإيمان النوراني الذي ينار فيه
كل شئ..
ومع هذا تبقى الأخلاق هي الأخلاق حتى لو لم يصل كل البشر إلى ذلك الإيمان..
فهي باقية ولن يفقدها قيمتها أحداً من الناس..
لأنها تتنفس ببقائها في وجودها ولن تنتمي لأحدٍ غيرها..
لأن الجميع ينتمي إليها..
فمن تمثل بأفضل ما فيها كان أفضل الناس.. ومن أبتعد عنها كان أرذل الناس..
لهذا أنه لا قاعدة تخلّد الأرواح بعد رحيل أجسادها غير قاعدة الأخلاق..
فمن كان فيها كان خالداً.. ومن خرج منها كان راحلاً.