قمّم شامخة.. وليلة خاصة.. !!؟
by
, 10-03-2010 at 12:24 (4407 المشاهدات)
أحتفلت في ليلة خاصة وهادئة مع الذين أناروا سماء فكري..
الذين أخذوا من وقتي ما لم يأخذه أحداً غيرهم..
وأخذت منهم رحيق أعمارهم وعصارة أفكارهم..
فرأيت منهم من أسرى بعقلي إلى عصورهم فعشت حياتهم وواقعهم..
فوجدت نفسي تهيم وتفكر بما يفكرون وتشعر بما يشعرون..
فألتقيت بخليل أبن مطران فرأيت رقة المشاعر والأحاسيس العالية.. ودقة الوصف
وجمال الرومنسية..
وألتقيت بأحمد أبو شادي فرأيت غزارة الأدب وقوة الألهام..
وألتقيت بالعقاد فوجدت صدق الأنفعال وفيض العقول..
وبحافظ إبراهيم فوجدت قوة الذاكرة وسرعة البديهة وصدق وقوة الروح الوطنية..
وبالرافعي فأحسست بقوة الإرادة والجد والأجتهاد..
وبالبارودي فشعرت بصدق الألم والحنين وأصدق الأقلام..
وأدركت الريحاني فرأيت الأصرار وقوة العزيمة وجامعة الأداب..
وجورجي زيدان فرأيت مشارف النفس وشرفها وعذوبتها وطهارتها وصفاء قلبها وذهنها
فأدركت قوة الأستنتاجات وقمة التواضع فعرفتُ خيّر معلّميها..
وبأحمد شوقي فرأيت جامع العواطف وأميرها وأصدق وجدانها وعذوبة ألفاظها..
ومصطفى لطفي فرأيت خيّر المجاهدين في سبيل الفقراء والأشقياء والبؤساء..
وألتقيت بعبد الرحمن شكري فشعرت بطعن المطعون و وجعة الموجوع..
وتوفيق الحكيم فرأيت عمق الخيال وتمييز الألفاظ ووضوح أساليبها..
وفرح أنطون فرأيت خيّر الناصرين للتسامح ورسولهم في أحترام العقل والعلم..
ومحمد لطفي فوجدته مبعوث الشعوب للعمل بالعلم والثقافة والمحبة..
وألتقيت بشكيب أرسلان فرأيت قوة البيان ودقة التعبير وصدق التصوير..
وبأبن المقفع فرأيت الذكاء الصاطع وأصدق الأصدقاء..
وبالجاحظ فرأيت رفافة العاطفة ونصرة العقل وأحياء الشكوك وريّبها..
وزرت طه حسين فرأيت القائد في صفاته والحكيم في أدبه..
وألتقيت بالمتنبي فرأيت قوة الروح وقوة الخيال ومعانيه..
وبالعلاء المعرّي فرأيت التشائم على هيئته..
كل هؤلاء أعطوني الكثير من أرواحهم وعقولهم وأفكارهم
ولهم الفضل في الكثير من المتغيّرات التي طرأت في حياتي..
ونقلت بي إلى عالم أوسع وأشمل لجميع العصور في هزائمها وأنتصاراتها العلمية والأدبية والشعرية
والدينية والقومية والحزبية والحربية..
فوجدت عندهم ما لم أجده عند غيرهم..
فعرفت الحقائق وأدركت حقيقها وباطلها وصدقها وكذبها وعالمها وجاهلها..
حتى وصل الأمر بهم أن يوحوا إليَّ إلى إلهامهم بأن أصنع عالماً خاصاً بي
أرى فيه ما أرى وأشعر به ما أشعر بإيمان وثقة..
وأبحث عن كل المتعلقات الإنسانية في أخلاقها وعواطفها وجميع متغيراتها وتفاوتها مع بعضها..
وعن المتعلقات الكونية وعناصرها الأربعة ماءها ونارها وهواءها وتربتها في ثباتها وإثباتها
وإخفاها ونفيها ورحيلها وعودتها.. ومتغيراتها مع كل فصل من فصولها..
فأوحوا لي كل ذلك لأرى رؤيتي فيها وأحدث ما تّحْدث و تحدّثْ به نفسي وعقلي..
فوجدت عالماً خاصاً بي لأنطلق به إلى الأمام..
ومازال الطريق ممدوداً..
وقد أكون بهذا قد شكرّتهم لإلهامهم وموقفهم معي.. ولعلّي أكون خيّر الشاكرين لهم..