أين.. وأين.. !!؟
by
, 26-02-2010 at 01:48 (4687 المشاهدات)
أن أكسل الكسل أن ينظر القارئ للموضوع نظرة عابره خاطفه..
لا يرى في عقلهِ رأياً يراه فيهِ.. ولا يدرك في داخلهِ مدركاً يدركه بهِ..
فينسحب بهدوءٍ تاركاً وراءه علامة مروره وعجزه عن ما يمكنه
من معرفة تصوراته وتصديقاته من صحيحها وفاسدها وصوابها وخطئها..
فأن عجز العقول وتكاسلها أشد تأثيراً من عجز الأجساد على أصحابها..
لأن العقول هي المراكز التي يرتكز عليها البشر في مفاهيمهم ونظاراتهم..
فكثير من الناس من يفضّل أن يبقى مثل بقية المتفرجين الذين
لا يعلموا إلآ ما يعلّمهم ويهمس لهم في أذانهم..
ولا يفهموا إلآ ما يلقى إليهم في أجسادهم..
لهذا فإن إعدام رأيهم أو أخفاءه في مهدَّ عقولهم كفقدانهم للغة التخاطب بينهم وبين غيرهم..
لا ترى منهم غير دبيبهم في الأماكن ولا تعرف من موعد دخولهم ومن موعد خروجهم موعداً واضحاً
يتسرّب منه بصيصاً من الأمل على إسبال رأيهم في رأي الآخر وإيضاح موقفهم من موقف غيرهم..
وإفتاء ما يلّمسَ أرواحهم ويأجج مشاعرهم.. ولكنهم صامتون لا تدرك من تواجدهم غير جهلهم وعجزهم
وقلة حيلتهم في قلة قدرتهم وتجدها في تفرّجهم في كثرة تواجدهم..
فأين ذهبت تلك العقول الصارخة في إنتاجها علماً وأدباً.. ؟
أين تلك الأرواح التي تنبض العلوم من نبضها فهماً وإدراكاً.. ؟
أين تلك الأفكار التي تحمل بنا إلى عالم واسع أشمل فكراً وأهدافاً.. ؟
أين تلك الأهداف التي ترمي بنا إلى قمّم المجد لتثبت أننا عقولاً أكثر صدقاً ونضجاً.. ؟
فيا أيتها العقول إن كنتِ تعتقدين بأن الأفكار لم تعد موجوده وأنها رحلت
فقد أسأتي الظن بقدرتك..
ففتحي قلبك للشمس ليفرَّ منها قبح الأيام وقبع الظلام..
إلى اللقاء . . .