رسالة إلى يائسة وبائسة.. !!؟
by
, 20-02-2010 at 14:31 (5017 المشاهدات)
رأيتها بحالٍ غير الحال التي أعتدت على رؤيتها فيها..
وكأن الدنيا بها ضاقت ولم تجد سبيلاً لأمرها..
فسألتها وقلت :
ما بكِ أراكِ كما لو أني لم أراكِ من قبل..
مالذي حدث لكِ.. ؟
أين أحلامك ؟
أين طموحك وأندفاعك ؟
أين ذلك الشعاع الذي يشع من داخلك.. ؟
ترى مالذي عصف بك وغير من أحوالك.. ؟
قالت :
لا شئ بي.. ولكنني كنت أهيم إلى عالم أكبر من قدراتي وأقوى من قوة أحتمالي..
وكأنني أظهر للحياة بثوبِ جديدٍ غير الثوب الذي أعتدت عليه قبل رؤيتك فيها..
فحلقت عالياً بعيداً عن عالمي الذي كنت أقبع فيه ونسيت كل ما كنت عاني فيه من أمور حياتي..
وحينما هبطت إلى الواقع أكتشفت أنه ما كان يجب أن أعطي لنفسي الحق في ذلك الحلم ولا أن أطمح لتحقيقه..
أن هذا العالم المرير والضّرير وصبحه المشلول لن يعطيني غير آلالام والأحزان لتستعمر نفسي وروحي..
كما كان عهدي معه قبل لقياك.. أنني لم أتمنى في حياتي أمنية لنفسي غير أن تكفّ الأحزان يدها عني..
وحينما رأيتك لأول مرة تتنفس معاناتي وتشعر بما أشعر به.. أدركت أنها بداية خلاصي ونهاية همومي..
ولكنني أكتشفت أن الأحزان وكأنها بلقائي بك أخذت إجازة لنفسها لتجدد قوتها وتعود أكثر قوة وألماً لحياتي..
فهكذا هو عهدي معها منذو رؤيتي للنور إلى ما وصلت إليه الآن من ألم وحرقة وتأثر..
فما عسى لإمرأة أن تفعل بعد تعاستها وبؤسها وشقائها وحرمانها غير البقاء في وحدتها ولا تحلم بأكثر منها..
قلت :
ياعزيزتي أن هذا هو ما أردتيه لحياتك ولنفسك.. فأعتدتِ على ذلك.. فأصبحتي تشتاقين لهمومك وأحزانك..
ربما كانت حياتك في بدايتها قاسية رغماً عنكِ.. وأن قوة أحتمالك أقل من قوة قدرتها عليكِ.. ولكن جديراً بكِ
أن تنظرين للحياة بنظرة غير النظرة التي كنتِ ترين بها.. لأن كل إنسان في هذه الحياة ما أن يبقى على يأسه
وبؤسه وحزنه لن يبقى له من حياته شيئاً يعيش لأجله.. فعليه أن يفتش في كل مكان عن أملاً
يتنفس منه كل شئ جميل.. ولكنني أراكِ الآن تستسلمين لأول سقوط لكِ في حياتك الجديدة.. وهذا دليل
على أنكِ عاشقة لحياتك السابقة.. فلا ترين مفرًّ ولا مستقرًّ غير فيها.. وكأنكِ ما كنتِ إلآ أن تكوني في جوفها..
فيا عزيزتي الحياة مازالت قادرة على أن تصون السعادة والجمال في داخلها..
ومازال كل صبحٍ فيها يتنفس فيه كل أملاً جديداً..
فنظري إلى ما حولك مازال قلبك ينبض ومع كل نبضٍ فيه تنبض حياة غير الحياة التي قبلها..
فاوجدي لكِ بداية يأتي معها الأمل والحب والطمأنينة.. فلا تنظري للدنيا بالعين التي ترين بها من قبل..
إن ذلك لا يحمل لكِ إلآ حياة الشقاء والبؤس.. فجددي أحلامك وطموحك ومشاعرك لتكون حياتك
غير الحياة التي أظلمت دنياكِ..
قالت :
أن خطابك هذا يشع منه الأمل الذي يخفف عني بعض حزني.. ولكنني أعلم من شقائي أكثر من غيري..
وأنني سأبقى شقية بالحقيقة العارية الواقعة ما حييت..
فماذا تقول لإمراة علموها منذو الصغر كيف تتخذ الحزن والدموع عنواناً لها.. ؟
قلت :
أقول كفكفي أحزانك وجفجفي مدامعك.. فما كان هذا الأنين إلآ أنين اليأس الذي لا أهمية له في حياتنا..
فلا تتركي ليد الهموم أن تعبث بحياتك فيجد اليأس سبيلاً إلى قلبك وروحك..
فوحدك تملكين أن تحيين بالأمل.. أو تموتين باليأس..
أني أجد بداخلك روحاً ومشاعراً تملأ كل فراغاً يكتسح أيام حياتك.. ففتشي عن سعادتك في كل سبيل وفي كل مكان..
أن قلبك نقياً وطاهراً.. وأعلمي أن الله ما أراد لكِ هذه الحياة.. إلآ وأراد لكِ خيراً فيها..
ولا أراد لك أن تتألمين فيها إلآ وقد قدر لكٍ السعادة في أيامك القادمة..
أني بقدر ما شعر بحيرة بحثك عن سعادتك بقدر ما أرى نور السعادة الآن في مشارف حياتك وأنها تنتظرك..
ولكنها تحتاج منكِ بضع خطوات تخطينها إليها بأمل وحب وثقة..
فالحياة ما هي إلآ أمل في نبض قلب صاحبها.. وأن كل ما حدث في عمرك يمكن تغييره بأسم الحب والإيمان والأمل
والطمأنينة.. فاليتجرّد منكِ ماكان في حياتك عائقاً.
لم تقل شيئاً بعدها.. غير أن مدامعها أنحدرت إلى خديها..