الحياة الأبدية.. !!
by
, 15-02-2010 at 11:53 (4706 المشاهدات)
فلتعلم تلك الأرواح.. أن الحياة الأبدية الصادقة الطاهرة
تتمتع بمبدأ نبيل وصادق..
هو أن أصحابها ينعمون في طهارة الحب.. فتجدهم يختلفون كثيراً عن باقيهم..
يرون الأشياء بأعين غير الأعين التي يرى بها الناس.. فتختلف نظرتهم عن أنظار غيرهم
فحينما يرون الناس لا يرونهم إلآ من خلال أنفسهم..
وحينما يرون الأخلاق لا يرونها إلآ من خلال أفضل مافيها..
وحينما يرون الجمال لا يرونه إلآ من خلال جوهره ولبَّه..
وحينما يرون السعادة لا يجدونها إلآ في راحة ضمائرهم..
وحينما يرون القناعة لا يجدونها إلآ في إكتفاء ذاتهم..
وحينما يرون البراءة لا يجدونها إلآ في تعفّفّ عفّويتهم..
وحينما يرون الأمل لا يجدونه إلآ في نبض قلوبهم..
وحينما يرون اليأس لا يجدونه إلآ في توقف نبضاتهم..
وحينما يرون البؤساء لا يرونهم إلآ من خلال مدامعهم..
وحينما يرون الأغنياء لا يرونهم إلآ من خلال مطامعهم وفقر نفوسهم..
وحينما يرون الفقراء لا يرونهم إلآ من خلال قناعتهم وإكتفائهم وغناء أرواحهم..
فيرون كل الأشياء في هذه الحياة من خلال بواطنها لا من خلال ظواهرها..
لهذا أجد أن أعظم ما يصل إليه الإنسان في حياته هو الحب الأبدي الصادق..
فحياة الحب حياة لا يتلذّذ بها إلآ من صدقت أخلاقه ومشاعره وسلوكياته..
والمحب الصادق يصدق فيه كل شئ.. ويتسرب منه كل شئ جميل
حتى لو لم يجد من يستحق هذا الحب..
والحب الصادق يكون في كل شئ..
حب الله ورسوله.. وحب الحبيب والصديق.. وحب الأهل والأقارب.. وحب الناس والأشياء.. وحب الحياة والأخرة..
لهذا أن الإدراك الأول الذي يجب أن يدركه الإنسان من قول رسولنا الحبيب..
حينما قال..
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )
ندرك بأن الحب هو الذي يمتلك الأمور ويصلحها ويجعلها صادقة في وجودها..
فالمحب الحقيقي يرى الأشياء على حقيقتها ويعطيها كما تجب عليه حقوقها..
فما حبيت الله ورسوله أكثر من والدي وولدي والناس أجميعين إلآ وأنني صادق
في هذا الحب.. لهذا ستصلح نفسي وأعمالي وعبادتي أتجاه ديني وحياتي..
فهذه هي الحكمة من قول رسولنا صلوات الله عليه..
ليخبرنا أن أعظم ما يصل إليه الإنسان في أمور حياته هو الحب..
لأننا بالحب الحقيقي يصدق كل ما فينا مما يتسرب ذلك ليصدق ما حولنا من أعمال وسلوكيات وأخلاق..
لهذا شئ عظيم أن يتنفس الحب في داخلنا.. ففي هذا دليل على تنفس كل ما حولنا في أعماقنا..
وأجمل تنفس قد نملكه.. هو القائم على الأخلاق والصدق والطهارة والرؤية العميقة.